أدونيس: السلطة الدينية واستحالة الديمقراطية في المجتمعات العربية

6 يوليو 2023

قال (أدونيس) ضيف الدورة 17 من مهرجان ثويزا الثقافي، أن “بناء مشروع ثقافي بديل، يحتاج أولا إلى أرضية ثقافية، وهذا ما لا نملكه في العالم العربي، ونحتاج أيضا إلى تحليل القرن الماضي على الأقل، منذ عام سقوط الخلافة العثمانية سنة 1923 إلى يومنا هذا، الفترة التي عرفت تدمير جل الدول العربية، ليبيا، وسوريا، لبنان، واليمن والعراق، يعني قلب العالم العربي، وأساس الحضارة الكونية بشكل شبه كامل”.

وأردف الشاعر السوري أدونيس في الندوة الافتتاحية حول موضوع، “في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، تراجع دور الفكر، الأسباب والنتائج”، بالمركز الثقافي بوكماخ، عشية اليوم الخميس، “لم نناقش توزيع الدول العربية، قالوا لنا هذا لبنان، فقبلنا، وقالوا لنا هذا سوريا، فقبلنا، وكما كنا في زمن الخلافة العثمانية ولايات لا نزال حتى الآن ولايات لعثمانية جديدة في الأساس بريطانية فرنسية وأمريكية”.

وأضاف: “ليس هناك نظام عربي واحد صاحب سيادة حتى تكون لديه إرادة، نحن بضعة ولايات، إذن كيف سنأسس لمشروع ثقافي؟ الــ 100 سنة الماضية، يمكن تسميتها قرن الانقلابات المعرفية الكبرى، وتحولات على جميع المستويات، العالم كله بما فيه إفريقيا وآسيا، انتقل من سيء إلى أقل سوءا، أو من حسن إلى أحسن إلاّ العالم العربي ازداد انهيارا وتخلفا”.

 “بالنسبة لي، محمد علي باشا أكثر وعيا وانفتاحا وتأصُلا من صدام حسين أو حافظ الأسد، أو أي نظام عربي آخر، حتى الآن لم نستطع أن نأسس جامعة واحدة أو مستشفى نموذجي”.

وأكد أدونيس، أن “المأساة الأكبر أن المشكل ليس في الأفراد، ومن خلال خبرتي العملية، الأفراد العرب أكثر تميزا من أي فرد في العالم، رغم هذا الغنى في الأفراد، تخلفنا” وأردف قائلا: “ليس هناك مجتمع مدني في العالم العربي، ولا تزال الانتماءات المختلفة بأنواعها، المذهبية والقبلية والعشائرية هي الأساس التي تدير السياسة والحياة الاجتماعية”.

ويرى أدونيس، أنه “لكي يكون هناك مشروع ثقافي بديل، لا بد الخلاص من هذا الثنائي السلطوي الديني، الذي يدمر الحياة العربية، كيف نخلص من هذا الثنائي؟ كيف يتحول الدين إلى تجربة فردية؟ لا تلزم إلا صاحبها، وكيف نؤسس السلطة على ديمقراطية حقيقية، وهذا الأمر شبه مستحيل، في الأفق الحالي الذي نعرفه”.

وشدّد على أنه “لهذا يستحيل أن نكون ديمقراطيين، وبالتبع يستحيل أن نكون لدينا أي مشروع ثقافي، بمعناه العميق للكلمة”.

وانطلقت، اليوم، الدورة 17 لمهرجان ثويزا، التي تنعقد من الخميس 6 إلى يوم الأحد 9 يوليوز 2023 بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، تحت شعار: “في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق