ذكرت وسائل إعلامية مغربية أن السلطات أخلت أمس الإثنين 16 كانون الثاني\يناير مخيم عشوائي في مدينة الدار البيضاء. ووفقا للإعلام المحلي، اندلعت مواجهات بين المهاجرين في المخيم والشرطة المغربية، انتهت بتوقيف ستة مهاجرين.
وأفادت مواقع إخبارية مغربية بأن الموقوفين الستة يتحدّرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، ويُشتبه بقيامهم “برشق القوات العمومية بالحجارة في أعقاب عمل نظامي لتحرير الملك العام”، مشيرة إلى إصابة شرطي بجروح.
وأوردت أن المشتبه بهم وضعوا رهن التوقيف الاحتياطي في إطار بحث قضائي، مشيرة إلى أن الأبحاث “جارية بغرض توقيف باقي المشاركين والمساهمين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية”.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت عملية الإخلاء للمخيم الذي كان قائما في شارع في وسط المدينة، يشهد حاليا أشغال تمديد خط ترامواي.
وقال موقع “هسبرس” الإخباري إن المشتبه بهم “ألقوا الحجارة على رجال الأمن العام” أثناء محاولتهم إخلاء المخيم غير المرخص.
وأبلغت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة على موقعها على الإنترنت عن إصابة ضابط واحد وإلحاق أضرار بخمس مركبات للشرطة.
وتشهد تلك المنطقة، الواقعة على أطراف الدار البيضاء، بشكل دوري توترات بين السلطات والمهاجرين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية متفرقة وفي ظروف غير صحية.
“السلطات مسؤولة عن تجمع المهاجرين في تلك المنطقة”
من جهتها، أشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى أن “أعضاءها زاروا مهاجرين عقب الأحداث الأخيرة، وأدلوا بشهادات عن تعرضهم للعنف من قبل السلطات قصد ترحليهم”.
واعتبرت المنظمة غير الحكومية في تدوينة على فيسبوك، أن السلطات “مسؤولة عن تجمعهم (المهاجرين) في هذه الأماكن نظرا لأنها ترحلهم من عدة مناطق نحو الدار البيضاء”.
وغالبا ما يتم إبعاد المهاجرين غير النظاميين من المناطق الحدودية شمال المملكة، حيث يسعون للعبور إلى إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى مناطق جنوبية، بحسب نشطاء حقوقيين ووسائل إعلام محلية.
وتدافع منظمات حقوقية عن حق هؤلاء في العبور لطلب اللجوء في أوروبا، علما بأن مكافحة الهجرة غير النظامية يعد ملفا أساسيا للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
ويقع المغرب في الطرف الشمالي الغربي لأفريقيا، وخلال السنوات الماضية تحول إلى بلد عبور لكثير من المهاجرين، خاصة الأفارقة من جنوب الصحراء، الهاربين من الفقر والعنف والساعين للوصول إلى أوروبا من سواحل المملكة الأطلسية أو المتوسطية.
وكانت الشرطة المغربية قد أعلنت أنها تمكنت من توقيف أكثر من 32 ألف مهاجر و566 شخصا يشتبه بتورطهم في شبكات لتهريب المهاجرين، خلال 2022.