أنقذت الشرطة الفرنسية ستّ مهاجرات كنّ عالقات في شاحنة مبرّدة لنقل الطعام، بعدما أرسلت إحداهنّ نداء استغاثة إلى مراسل صحافي، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) اليوم الخميس.
وكانت النساء، أربع من فيتنام واثنتان من العراق، قد اختبأنَ لساعات داخل شاحنة محمّلة بصناديق موز في شمال فرنسا، ظنّاً منهنّ أنّ المركبة كانت في طريقها إلى المملكة المتحدة أو أيرلندا. وعندما أدركنَ أنّ الشاحنة تسير في الاتجاه المعاكس، أُصبنَ بالذعر في صندوق شاحنة التبريد الضيّق المظلم.
وقد تمكّنت إحدى هؤلاء، اللواتي كنّ يخضنَ رحلة هجرة غير نظامية، من التواصل مع أحد مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، الذي ساعدهنّ في تنبيه الشرطة الفرنسية، أمس الأربعاء.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنّ المهاجرة تمكّنت من إرسال موقع الشاحنة عبر نظام تحديد التموقع العالمي (جي. بي. إس.)، وبالإضافة إلى رسائل نصية قصيرة وتسجيلات مصوّرة تبيّن الظروف في داخل الشاحنة.
وبحسب الهيئة، ظهرت النساء جالسات في مساحة ضيّقة على أرضية الشاحنة، وتحيط بهنّ صناديق الفاكهة، فيما هنّ مذعورات ويتنفّسنَ بصعوبة. أضافت الهيئة أنّ الشرطة الفرنسية تعقّبت الشاحنة وتمكّنت من اعتراضها على الطريق السريع.
وقد فتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في هذه الواقعة.
ويحاول آلاف المهاجرين ممّن يبحثون عن حياة أفضل في المملكة المتحدة العبور من شمالي فرنسا إلى بريطانيا، في كلّ عام، إمّا عن طريق الاختباء في الشاحنات أو على متن قوارب صغيرة غير صالحة للإبحار عبر بحر المانش. وكلا المسارَين قد يكونان محفوفَين بالمخاطر.
وفي العام 2019، لقي تسعة وثلاثون مهاجراً فيتنامياً، دفعوا مبالغ كبيرة لمهرّبي البشر، حتفهم اختناقاً في حاوية شاحنة وهم في طريقهم إلى بريطانيا.
وفي يوليو/ تموز الماضي، عوقب رجل روماني، وصفه ممثلو الادّعاء بأنّه جزء من شبكة دولية لتهريب البشر حقّقت أرباحاً ضخمة من خلال استغلال المهاجرين، بالسجن لأكثر من 12 عاماً على خلفية وفاة المهاجرين الفيتناميّين.
كذلك عوقب أربعة آخرون من أفراد العصابة بالسجن، في العام 2021، لمدد تتراوح ما بين 13 و27 عاماً بتهمة القتل غير العمد.
وأدان القضاء 18 شخصاً آخرين في بلجيكا، وعوقب زعيم العصابة الفيتنامية بالسجن لمدّة 15 عاماً.
تجدر الإشارة إلى أنّ حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك المحافظة تعتمد نهجاً متزايد الصرامة، تجاه الأشخاص الذين يدخلون البلاد عبر السبل غير النظامية.
(أسوشييتد برس)