تقرير: المرتضى إعمراشا – بروكسل وأمستردام، 16 يونيو 2024* – احتفل المسلمون حول العالم بعيد الأضحى المبارك، والجاليات المغربية في بلجيكا وهولندا ليست استثناءً. هذا العام، حلّ عيد الأضحى يوم أمس الأحد، حيث شهدت المساجد والمراكز الإسلامية حضورًا كبيرًا لأداء صلاة العيد والاحتفال بهذه المناسبة الدينية الهامة.
قبل أيام من حلول العيد، بدأ أفراد الجاليات المغربية في بلجيكا وهولندا بالتحضيرات اللازمة. أحمد، أحد أفراد الجالية المغربية في بروكسل، يوضح: “نحرص على شراء الأضاحي من المزارع المحلية أو المسالخ المعتمدة لضمان الذبح الحلال. تتراوح أسعار الخراف هذا العام بين 150 و250 يورو في بلجيكا، وبين 150 و300 يورو في هولندا”. وفي صباح يوم العيد، تجمع المسلمون لأداء صلاة العيد في المساجد والمراكز الإسلامية. فاطمة، المقيمة في أمستردام، تصف هذه التجربة: “كان من الرائع رؤية الأعداد الكبيرة التي حضرت للصلاة. تجمعنا جميعًا، وتبادلنا التهاني، مما أضفى جوًا من الفرح والتلاحم بيننا”.
وفقًا للقوانين الأوروبية، يتم ذبح الأضاحي في مسالخ معتمدة تضمن الشروط الصحية والرفق بالحيوان. الحاج محمد، المقيم في أنتويربن، يوضح: “نحن ملتزمون بالذبح في مسالخ معتمدة، رغم أنها تضيف بعض التكاليف، إلا أنها تضمن الامتثال للقوانين الصحية. بعد الذبح، نقوم بتوزيع جزء من اللحم على الفقراء والمحتاجين، مما يعزز من روح التكافل الاجتماعي”.
بعد أداء مناسك الذبح، تجتمع الأسر لتناول وجبات تقليدية مثل الكسكس والطاجين، ويستمتع الأطفال بالكعك والحلويات الخاصة بالمناسبة. ليلى، المقيمة في روتردام، تقول: “نتبادل الزيارات والهدايا، خاصة للأطفال، مما يجعل العيد مناسبة مميزة تجمع بين الدفء الأسري والتقاليد الجميلة”. تنظم الجاليات المغربية في هولندا وبلجيكا فعاليات ثقافية لتعريف المجتمع المحلي بعاداتهم وتقاليدهم. سعيد، منظم إحدى الفعاليات في لاهاي، يقول: “ندعو الجيران والأصدقاء من غير المسلمين للمشاركة في الاحتفالات. هذه الفعاليات تعزز التفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة”.
في خطبة العيد بلاهاي، ركز الإمام على قيم التضامن والتكافل، مشددًا على أهمية مشاركة الفقراء والمحتاجين في فرحة العيد. وقال: “عيد الأضحى هو وقت للتآزر والتلاحم بين المسلمين، ولإظهار الرحمة والتعاون مع جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن دياناتهم”. رغم البعد عن الوطن الأم، تواجه الجاليات المغربية تحديات تتعلق بالامتثال للقوانين الأوروبية الصارمة بشأن الذبح. خالد، أحد أفراد الجالية في بروكسل، يوضح: “نحن نتكيف مع القوانين من خلال الذبح في مسالخ معتمدة، ونسعى للحفاظ على تقاليدنا وتوريثها للأجيال القادمة رغم التحديات”.
تنظم الجاليات المغربية فعاليات ثقافية وتعليمية لتعريف الأجيال الشابة بعادات وتقاليد عيد الأضحى. نادية، معلمة في مدرسة إسلامية في بروكسل، تقول: “نقوم بتنظيم أنشطة تثقيفية للأطفال لتعريفهم بأهمية العيد وكيفية الاحتفال به. ندعو أيضًا المجتمع المحلي للمشاركة في هذه الفعاليات لتعزيز التفاهم الثقافي”.
عيد الأضحى المبارك يعد مناسبة هامة تعكس الهوية الدينية والثقافية للجاليات المغربية في أوروبا. ورغم البعد عن الوطن الأم، تظل هذه الجاليات حريصة على الاحتفال بالعيد بطرق تعزز من وحدتهم وتواصلهم مع مجتمعاتهم الجديدة، في إطار من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.