أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عن مقتل قيادي سادس في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
وقالت مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية إن شخصاً ثانياً قتل في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكينة في حي النصر شمال غرب مدينة غزة بينما أصيب خمسة آخرون بجراح.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى من الفلسطينيين إلى 33 والجرحى إلى 111 بينما أسفرت المواجهة الحالية عن مقتل إسرائيلي واحد وجرح عدد آخر جراء سقوط صاروخ أمس في منطقة روحوفوت جنوبي تل أبيب.
وقد شن الجيش الإسرئيلي موجة جديدة من الغارات الجوية على أهداف داخل قطاع غزة بعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ نحو منطقة القدس للمرة الأولى من اندلاع موجة التصعيد الحالية.
في هذه الأثناء، تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق وشيك لإطلاق النار في اليوم الرابع من التصعيد.
فقد قال مصدر مصري مطلع إن المفاوضات التي تجريها مصر مع كل من إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي تجمدت بسبب رفض إسرائيل لأي شروط من قبل الحركة.
وكانت حركة الجهاد قد تمسكت بعدة شروط من بينها تسليم جثمان خضر عدنان الذي مات بالسجون الإسرائيلية بعد إضرابه عن الطعام والتزام إسرائيل بعدم استهداف قادة حركة الجهاد وذلك قبل البدء في مفاوضات الهدنة بينها وبين إسرائيل.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أوردت أن حكومة نتنياهو قد أبلغت القاهرة بتجميد المفاوضات واستمرار إسرائيل في العمليات العسكرية الدائرة على قطاع غزة. لكن مصر قالت إن المحادثات لا تزال مستمرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأكّدت صحيفة يديعوت أحرونوت انسحاب إسرائيل من مفاوضات وقف إطلاق النار، بعد تقييم للوضع أجراه اليوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة الأمن والجيش.
وقال مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لبي بي سي، إن إسرائيل هي مَن رفضت العرض، وإنها تعطّل جهود مصر للوصول لوقف إطلاق النار.
وتفيد تقارير بأن إسرائيل تعمل على توسيع نطاق الهجوم على قطاع غزة.
وفي المقابل، استمر إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، حيث سُمع دويّ انفجارات جرّاء محاولة منظومة القبة الحديدية اعتراضها.
وضربت صواريخ منطقة قريبة من القدس لأول مرة في غضون أربعة أيام من الاقتتال بين إسرائيل ومسلحين في غزة، بحسب تقارير.
وتقول وسائل إعلام محلية إن صاروخا انطلق من غزة وسقط على مقربة من مستوطنة بات عاين اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، على مسافة 16 كيلومترا جنوبي القدس.
ولقي إسرائيلي واحد مصرعه وأصيب خمسة، بحسب ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد حتى اليوم إلى 31 بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، والإصابات الى 106 بينهم 36 طفلا و21 امرأة.
ويعدّ إطلاق الصواريخ باتجاه القدس، التي تعتبرها إسرائيل عاصمة لها، علامة فارقة على صعيد التصعيد من جانب المسلحين الفلسطينيين. وهذه هي المرة الأولى التي تشهد سقوط صواريخ في منطقة قريبة من القدس منذ صراع استمر 10 أيام بين الجانبين في مايو/أيار 2021.
ويأتي استئناف القتال بعد ساعات من هدوء نسبيّ تزايدت معه الآمال في الوصول إلى هدنة. وشنّت إسرائيل غارة جوية على مواقع تابعة للمسلحين في ساعات مبكرة من اليوم الجمعة، فيما لم تشهد ليلة البارحة هجمات بصواريخ.