الأم، المونديال، لاشعور المجتمع الذكوري

27 يناير 2023
الأم، المونديال، لاشعور المجتمع الذكوري
فريد بنقدور

عرف مونديال كرة القدم الذي تم تنظيمه بدولة قطر ظاهرة استقدام الأمهات إلى الملاعب من طرف لاعبي المنتخب المغربي وتقبيليهن والرقص معهن بعد نهاية كل مقابلة . هذه الظاهرة الجديدة أثارت انتباه الإعلام الدولي.

لماذا لم يقم بعض لاعبي المنتخب المغربي باختيار زوجاتهم مثلا كما يفعل النجوم الغربيون؟

هل هذا راجع إلى تطبيق ما ورد في الدين الإسلامي من أمور تجاه الوالدين؟ {وَقَضَىٰ رَ‌بُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ‌ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْ‌هُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِ‌يمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّ‌حْمَةِ وَقُل رَّ‌بِّ ارْ‌حَمْهُمَا كَمَا رَ‌بَّيَانِي صَغِيرً‌ا} [الإسراء:23-24].

أم يمكن تفسيرها كظاهرة اجتماعية تسكن لاشعور إنسان المجتمعات الذكورية المتدينة؟

توكل التنشئة الاجتماعية للأبناء بالمجتمعات الذكورية للأم وللجدة وتصبح: الأم برّ الأمان والحنان ومكان الهروب والبوح بالأسرار حين يضيق الخناق. ويصبح دور الأب رمزا للسلطة وللأوامر وللنواهي والعقاب الجسدي والمعنوي.

الأم والجدة يجسدان لاشعور إنسان المجتمعات الذكورة وتحضيان بهالة من التقديس إلى درجة الموت وتستبطنان باطنه عميقا. أمثلة على ذلك:

حين تجد نفسك في ورطة أو مرض تستنجد لاشعوريا بالأم (آيمّاحنو / ألمويما)، حين يقطع الشباب البحرالأبيض المتوسط في حملة لحريگ نراهم في عمق البحر في زوارق الموت يطلبون المغفرة من والداتهم ” سمحاي الوالدة” (ونادرا ما يذكون الأب)

أغلب المغنين من المجتمعات الذكورية نراهم يبدعون أغاني حزينة عن والدتهم أو عن فراقها. (آيماينو / شم إيروحن ذجّيذايي.. ).

أغلب الفايسبوكيين يذكرّون كل مرة بصفحاتهم وبانتظام برحيل والدتهم.

الابن حين يكون في وضع مادي متميز، يفكر في تقديم أغلى هدية رمزية لوالدته وهي إرسالها إلى الحج وزيارة مكة وقبر الرسول (ص).

إن شتمك أحد بوالدتك قد يكون رد الفعل خطيرا وعنيفا بشكل تلقائي وقد يؤدي بك رد فعلك هذا إلى القتل أو الجرج أو ترك عاهة مستدينة بمكن شتمك أو قد يكون مصيرك السجن؛

لاعب الكرة الدولي الفرنسي ذو الأصول القبائلية الأمازيغية، زين الدين زيدان أحسن بإهانة حين شتمه لاعب بوالدته خلال مباراة المونديال بفرنسا وبحضور رئيس الجمهورية الفرنسية بالملعب، لم يمتلك أعصابه ونزل على اللاعب برأسية أرداه أرضا وتم طرد زيدان من الملعب.

خلال ظاهرة الاعتقال السياسي تبرز أم المعتقل كبطلة تلهب الجماهير ويتغنى بها الشعراء والموسيقيون. (حالة أمهات المعتقلين بحراك الريف وأمهات المعتقلين بفلسطين المحتلة).

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق