تشهد المملكة المغربية ارتفاعاً في حالات الإجهاض غير الشرعي باستخدام الأدوية، مع زيادة عدد النساء اللاتي يلجأن إلى هذه الطريقة غير الآمنة والمخالفة للقوانين، إذ تعاني العديد من النساء في المغرب من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وتفضل بعضهن إجراء الإجهاض باستخدام الأدوية في السّر وبدون إشراف طبي، مما يزيد من مخاطر النزيف و العدوى والإصابة بمضاعفات خطيرة.
يحظر القانون المغربي الإجهاض باستثناء حالات محددة، مثل خطر وفاة الأم أو تشوهات خطيرة في الجنين، وهو ما يضطر النساء اللاتي يرغبن في الإجهاض إلى اللجوء إلى السوق السوداء للأدوية والإجراءات غير الآمنة والخطرة.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 600،000 إجهاض يتم إجراؤه سنوياً في المغرب، ومنها حوالي 10% من الإجهاضات يتم باستخدام الأدوية، وهو ما يعرض حياة النساء للخطر ويتسبب في العديد من المضاعفات الصحية.
تجدر الإشارة أن العديد من المنظمات غير الحكومية في المغرب تعمل على تقديم الدعم اللازم لهذه الشريحة من النساء، وتقديم النصح الطبي والإرشادات اللازمة حول الإجهاض الآمن والقانوني. وتطالب هذه المنظمات الحكومة بتشديد القوانين المتعلقة بالإجهاض وتقنينه، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للنساء اللاتي يحتجن إلى الإجهاض.
وفي الوقت الذي يتمنى فيه العديد من النساء في المغرب تشديد القوانين المتعلقة بالإجهاض وتقنينه، ينظر آخرون إلى هذه الخطوة على أنها تفتح الباب أمام مزيد من التحديات والمخاطر الصحية والمجتمعية.
ويتم الحديث في المجتمع المغربي عن موضوع الإجهاض بانتظام، وينظر إليه على أنه موضوع حساس ومحظور شرعاً، ويثير غالبًا جدلاً كبيرًا بين المجتمع المحلي.
استخدام أدوية المعدة للإجهاض: الفوائد والمخاطر
تعتبر أدوية المعدة واحدة من الطرق التي يمكن استخدامها لإنهاء الحمل في المراحل الأولى. وتتمثل فكرة هذا النوع من الإجهاض في استخدام مجموعة من الأدوية لتثير تقلصات في الرحم وتساعد في إجهاض الجنين.
وتتضمن الأدوية المستخدمة في عملية الإجهاض بواسطة المعدة، مثل الـ Misoprostol و Mifepristone و Methotrexate، وهي أدوية تتطلب وصفة طبية في العديد من الدول.
وتتميز هذه الطريقة بالكفاءة العالية في الحد من المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة، وكذلك تجنب خطورة العمليات الجراحية التي قد تحدث خلال إجراء الإجهاض.
ومع ذلك، فإن هذه الطريقة تحتاج إلى إشراف طبي دقيق وتقييم الحالة الصحية للمرأة المستخدمة لهذه الأدوية، حيث يجب تحديد الجرعات المناسبة والتأكد من توافر الشروط الصحية اللازمة للاستخدام الآمن، الأمر الذي دفع بالسلطات المعنية في المغرب إلى منع بيع هذا النوع من الأدوية دون رخصة طبية صريحة نظرا للخطر الصحي الكبير الذي يمكن أن يرافق استعمال هذا النوع من الحبوب دون مراقبة طبية.
ومن المخاطر المحتملة للاستخدام الخاطئ لأدوية المعدة في الإجهاض، نذكر النزيف الشديد والتسمم الدموي، كما يمكن أن يؤدي استخدام الأدوية بطريقة خاطئة إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والتهابات الجهاز التناسلي.
وتحتاج هذه الطريقة إلى مراقبة دقيقة من الأطباء المتخصصين، والحصول على معلومات دقيقة وموثوقة قبل اتخاذ قرار استخدام هذه الأدوية.
بيع أدوية الإجهاض على الشبكات الاجتماعية: التحديات والآثار الصحية والاجتماعية
تزداد حالات بيع أدوية الإجهاض على منصات التواصل الاجتماعي، ولاسيما فيسبوك، بشكل مقلق ومتزايد. وتتراوح آراء الناس بشأن هذه الظاهرة بين القلق من الآثار الصحية والاجتماعية المحتملة، وبين دعم حق المرأة في اتخاذ قرارات صحية.
ويعد بيع الأدوية المخصصة للإجهاض على فيسبوك خطيراً، حيث أنها تتم بشكل غير قانوني عبر صفحات و بروفايلات وهمية، لا يقدم أصحابها أية ضمانات بشأن جودة وسلامة الأدوية التي يتم توزيعها. وتزداد المخاوف من تأثير هذه الأدوية الغير مراقبة على صحة النساء وحياتهن.
وعلى الرغم من أن بعض الأدوية الخاصة بالإجهاض تكون آمنة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، فإن استخدامها بدون إشراف طبي يزيد من المخاطر الصحية والمضاعفات الناجمة عنها. وتشير العديد من التقارير إلى حدوث حالات وفاة ومضاعفات خطيرة بسبب استخدام الأدوية المخصصة للإجهاض بدون إشراف طبي متخصص.
وتواجه السلطات الكثير من التحديات من أجل مكافحة هذه الظاهرة غير القانونية على فيسبوك، حيث تحتاج إلى تعزيز الرقابة والمراقبة لمنع بيع هذه الأدوية بشكل غير قانوني. ويجب على المستهلكين أن يكونوا حذرين ويتجنبوا شراء العقاقير من مصادر غير موثوقة، ويجب عليهم الحصول على المشورة الطبية قبل تناول أي نوع من الأدوية.
محمد بنحتال
