أرابيكا نيوز – عن المركز الثقافي للعالم العربي، أصدر الدكتور نور الدين أخمليش (دكتوراه في الإعلاميات ويعمل كإطار في التربية الوطنية بفرنسا)، كتابا تحت عنوان: الزاوية الخمليشية: تاريخها ودورها في حرب الريف (1921-1926)”.
صدر الكتاب باللغة الفرنسية في جزئين صيف هذا العام (2023) بالقطع الكبير، ويضم بين دفتيه عددا كبيرا من الصور الحديثة والوثائق والخرائط والبيانات وأسماء الأعلام والأماكن. وكان الكاتب قد شرع في إنجاز هذا المشروع الضخم (876 صفحة) عام 2013، تدفعه الرغبة في البحث عن تاريخه “الشخصي” أولا، وثانيا محاولة رد نوع من الاعتبار لمنطقة الريف بمفهومه الواسع، ولكل الذين دافعوا عنه أمام جبروت الاستعمار وطغيان النسيان.
يقول الباحث في مستهل رحلته الطويلة وهو يتحدث عن دوافع اقتحامه لحقل البحث عن الجذور: “هذه الوثيقة هي نتاج أبحاث عزيزة على قلبي لعدة اعتبارات: الألى لها طابع تاريخي، مرتبط بالمنطقة التي نشأت فيها. كان يتوجب علي أن أفهم ماذا جرى في شمال المغرب، وبالضبط في منطقة الريف، حينما وقعت البلاد في بداية القرن العشرين في قبضة الحماية، وحينما رفع رجال رؤوسهم عاليا ليقولوا لا للاستعمار” (…) السبب الثاني هو ببساطة عائلي. فمع الوقت الذي يمضي والأجيال التي تنقضي، انتابتني رغبة تكبر وتنمو لتكوين رأيي الشخصي حول الدور الفعلي الذي قام به خلال هذه الفترة المضطربة كل فرد على حدة من أجدادي من جهة الأب، والمعروفين تحت اسم “الزاوية الخمليشية”.
لا يكتفي الكاتب بسرد التاريخ “الشخص”/العائلي لهذه الزاوية التي استوطنت تراب صنهاجة سراير قرب مدينة تارجيست الحالية، ولكنه يقتحم حقل التاريخ بمعناه الواسع؛ تاريخ المقاومة الريفية في وجه الاستعمار، مستعرضا مسالكه المتشعبة، متخطيا ألغامه المتناثرة في كل زاوية، مستعينا بحاسة الرغبة في الاستكشاف من أجل المعرفة، متوكئا على الوثيقة، مستندا على ما تنطق به الصورة حينما تعجز الكلمة عن التعبير.
يعد هذا الكتاب أو “الوثيقة” كما وصفه الكاتب في مستهل رحلته، مرجعا لا غنى عنه لسبر أغوار التاريخ الثقافي والسياسي والروحي بمنطقة الريف، فضلا عن كونه يعيد ترتيب ما تناثر من تاريخ المقاومة الريفية.
الزاوية الخمليشية: تاريخها ودورها في حرب الريف 1921-1926
