الشاعرة خيدر أسماء ومعارك الذاكرة

22 يونيو 2023
الشاعرة خيدر أسماء ومعارك الذاكرة

كقطرة ماء في عرض المحيط

كحبة رمل في صحاري الحياة

تتوقف بك كل السبل …

تلهث وراء الريح الهائجة كأيامك

وأنت نقطة ضائعة في معارك ذاكرتك.

لم يكن حلما …

حين استفقت على صرخة روحك

والوجوه المسعورة حولك.

ترتعش يداك ويرتجف قلبك

ويركض به الزمن على صهوة الدهشة.

على يسارك ،كان العشب يابسا مصفرا

لا حياة به.

فتذكرت ،حين كنت تسقيه أمطار يأسك

ومخاوفك.

حدائقك من صبار ودماء فائرة

تلفك الدوائر المغلقة والأفكار المتشظية.

عيناك منارة خطوك

وقلبك رفيق عقلك

ها أنت الآن جسد مكتمل بكل أعضائه

لكن …

هل الذي بداخله حي ..؟

كم مرة قتلتك الحياة وتركتك كالغريب

لا حب بداخلك ينمو

ولا شيء يستحق أن تتذكره لتبتهج قليلا.

فارغ أنت …

كقنينة مرمية على قارعة الأمس .

صار الخوف ظلك … وأنت الذي لا ظل لك

نهبوك كقافلة في الصحراء . أخذوا كل شيء ورحلوا

كل ما هناك …

أنك حي بلا معنى
..

يصيح ضائع مثلك

أنا ابن الريح، ولدت بلا هوية

ولم أعرف عن الوطن شيئا

سوى هذا التراب الذي أمشي عليه…

انتظرت كثيرا على حافة الطريق

عل يدا ترشدني، أو تدلني إلي

فأنا لا أعرفني … ولا أعرف إن كان هناك

من ينتظرني مع زنبقة أو ياسمينة قطفها

من بستان فؤاده .

في الانتظار احتراق المتيم حتى التيتم

وانكسار للمقبلين على الحياة .

هو والخوف توأمان يكبران معا

في عمقك، يتغذيان من ضعفك.

تخشى غموضك وحقيقتك

تخاف من ذاتك المستعرة ومن أناك

من أنفاس ليل طويل وتنهيدة صباح رمادي

فتصير بلا شهية وبلا يدين

ترعى النجوم بعينيك النائمتين

تودع أمسك … وغدك زجاج يدمي القدمين.

أما زلت حيا بعد كل هذا الموت؟

أينك من هذا الجسد وهذا العدم؟

أيها الميت الحي

ضع حقيبتك على رفوف الزمن

وعلق آمالك على جيد نخلة

ثم اقرأ تعويذتك التي حفظتها عن ظهر قلب

واشرب كأسك الأخيرة وانتظر

عل الحظ يكون معك لتخطف قلب امرأة

أو تسرق من الشمس قبلة.
وتذكر
أنك أسطورة نفسك المدحرجة في صلصال اغترابك.

 

.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق