الطائر الأمازيغي المقدس يتكاثر لأول مرة في إقليم الحسيمة

21 يونيو 2024
الطائر الأمازيغي المقدس يتكاثر لأول مرة في إقليم الحسيمة

تقرير: المرتضى إعمراشا – شهد إقليم الحسيمة ظهور العصفور الصحراوي (Emberiza sahari)، المعروف محليًا باسم “ثمرابط” و”تبيبط” أو “درسة منزلية” وبدأ بالتكاثر في مدينة الحسيمة هذه السنة بشكل ملحوظ.

يُعتبر هذا الطائر مقدسًا في الثقافة الأمازيغية وله مكانة خاصة بين السكان في جبال الأطلس، مما يستدعي القيام بحملات توعية بخصوصه لحمايته، لكونه يألف الإنسان ويمكن صيده بسهولة. يحظى العصفور الصحراوي بتقدير كبير في الثقافة المغربية. يُعتقد أن تغريده بالقرب من الباب يُبشِّر بقدوم الضيوف، ويُعتبر وجود عشه في المنزل علامة على البركة. لذا، يحظر المغاربة صيده أو إيذاءه بسبب معتقدات تشير إلى لعنة تصيب من يؤذيه. يرتبط هذا الطائر بمدن مغربية مثل مراكش، حيث يلقى احترامًا كبيرًا من السكان.

يمتد نطاق العصفور الصحراوي من المغرب إلى ليبيا، مرورًا بموريتانيا وتشاد. في السنوات الأخيرة، توسع نطاقه ليشمل مناطق شمالية أكثر رطوبة مثل إقليم الحسيمة، مما يعكس التغيرات المناخية والبيئية التي تدفع الأنواع إلى توسيع نطاقها الجغرافي. وقد رُصد هذا الطائر في أماكن جديدة مثل طنجة وتطوان والجزائر العاصمة، وحتى في إسبانيا، مما يبرز قدرته على التكيف مع بيئات مختلفة. ففي يونيو 2023، تم تسجيل أول حالة لتكاثره في أوروبا في مدينة ألخيسيراس بجنوب إسبانيا، بعد ظهوره لأول مرة في شبه الجزيرة الإيبيرية ببلدة طريفة عام 2009.

طائر "ثمرابط" يتميز العصفور الصحراوي بألوانه البنية والبيج التي تساعده على الاندماج مع بيئته الصحراوية. يتكيف هذا الطائر بسهولة مع البيئات المختلفة، بما في ذلك المناطق الحضرية وشبه الحضرية مثل إقليم الحسيمة. ويمكن رؤيته كذلك في المناطق الزراعية والأحراج المفتوحة، مما يشير إلى قدرته على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. يبني العصفور الصحراوي أعشاشه في الأماكن الهادئة والمحمية، ويضع بيضه في أوقات معينة من السنة تضمن بقاء صغاره. ورغم قدرته على التكيف، يواجه العصفور الصحراوي تحديات بسبب فقدان الموائل الطبيعية والتوسع العمراني. لذا، من الضروري اتخاذ إجراءات لحماية مواطنه الجديدة في إقليم الحسيمة.

ظهور العصفور الصحراوي في إقليم الحسيمة يعزز الأهمية البيئية والثقافية لهذا الطائر، والحفاظ عليه واجب لضمان استمرار وجوده في البيئة المغربية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق