المغرب : المعهد الوطني للجيوفيزياء مؤسسة خارج الزمان والمكان

6 يونيو 2024
المغرب : المعهد الوطني للجيوفيزياء مؤسسة خارج الزمان والمكان
المرتضى اعمراشا

الكاتب : المرتضى إعمراشا
المغرب – يُعتبر المغرب واحدًا من البلدان التي تتعرض لعدد من الزلازل سنويًا، ما يجعله معرضًا لخطر الكوارث الطبيعية وآثارها الوخيمة بشكل دائم؛ إلا أن المغاربة منذ سنوات يعتمدون على إسبانيا خصوصا وأوروبا عموما في توفير معلومات رصد وتتبع الزلازل حيث أن هيئة المسح الإسبانية والمعهد البرتغالي والمعهد الأورومتوسطي هي التي يتابعها المغاربة عبر تطبيقات ومواقع متوفرة للهواتف الذكية بالاضافة الى هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الرائدة دوليا، رغم أن المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب هو المؤسسة المختصة في مجال دراسة النشاط الزلزالي بالبلاد وتقديم الإنذارات المتعلقة بالزلازل وأمواج التسونامي، وتشتغل بميزانية المغاربة.
ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المعهد في مجالات شتى، إلا أنها مؤسسة تعيش خارج الزمان والمكان حيث تتحدث مكانا الفرنسية وتعيش زمانا خارج التقنيات الحديثة ويكفي الاطلاع على موقعها الرسمي الذي ما زالت حقوقه محفوظة لسنة 2018، ومن الطراز القديم للمواقع ، وهنا تبرز الحاجة إلى تحديث بنية المعهد التحتية وتقنياته خاصة أننا مقبلون على استحقاقات عالمية مهمة وبات إصلاح هذا المركز ضرورة ملحة لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة وتعزيز كفاءته في الرصد والتنبؤ.
المغرب مقبل على زلازل كبيرة ومتكاثرة، كما أنه مقبل على تنظيم كأس العالم لكن لماذا لا نستفيد من التجارب الناجحة في تحديث مراكز رصد الزلازل ببلادنا، إسبانيا والبرتغال، اللتان تشتركان معنا في تنظيم كأس العالم 2030، تقدمان أمثلة ناجحة في تحديث مراكز رصد الزلازل، مما يعزز من قدرة هذه المراكز على تقديم بيانات دقيقة وإنذارات مبكرة.
– فقد استثمرت إسبانيا بشكل كبير في تحديث بنيتها التحتية لرصد الزلازل. يتضمن ذلك استخدام أحدث التقنيات في محطات الرصد وتطوير برمجيات متقدمة لتحليل البيانات الزلزالية. كما تم تعزيز التعاون بين المراكز البحثية والجامعات لتطوير أبحاث علمية متقدمة في هذا المجال.
– وتُعد البرتغال أيضًا من الدول التي قامت بتحديث شامل لشبكتها الزلزالية. من خلال استخدام تقنيات مثل المحطات السيسمولوجية الرقمية ومحطات قياس تسارع الحركات الأرضية، تمكنت البرتغال من تحسين دقة وكفاءة نظام الإنذار المبكر، مما ساهم في تقليل تأثير الزلازل على المجتمع والبنية التحتية.

غياب تطبيق مغربي وبيانات بالفرنسية

بالإضافة إلى ضرورة تحديث البنية التحتية، يواجه المعهد الوطني للجيوفيزياء انتقادات لغياب وجود موقع إلكتروني حديث يتحدث بالعربية والامازيغية، ويصدر المعهد نشراته بالفرنسية عبر البريد الى الصحافة فقط رغم أن الدستور المغربي ينص على الحق في الوصول إلى المعلومة.
هنا تبرز الحاجة لهذا التحديث الذي من شأنه أن يعزز الشفافية ويزيد من وعي الجمهور بشأن المخاطر الزلزالية.
كما أن تطوير تطبيق حديث للهواتف المحمولة لرصد النشاط الزلزالي سيكون خطوة مهمة، مثلما هو الحال في إسبانيا والبرتغال وغيرها حيث تتوفر تطبيقات تتيح للمواطنين متابعة النشاط الزلزالي بشكل مباشر والحصول على إنذارات مبكرة، مما يسهم في حماية الأرواح والممتلكات.

يرى الخبراء في مجال الجيوفيزياء أن تحسين البنية التحتية التقنية للمعاهد الوطنية لرصد الزلازل سيساهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الزلازل. كما يؤكدون على أهمية توفر المعلومات الدقيقة والموثوقة بسرعة للمواطنين والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب، وقد رأينا غياب المعلومة وسوء تدبير ببلادنا لهذه الكوارث سنة 2004 بالحسيمة وفي زلزال الحوز 2023 مما أعطى السلطة للشائعة والأخبار الزائفة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق