يتسم عصرنا الحالي بالتقدم التكنولوجي السريع، حيث أصبحت الأجهزة الإلكترونية والاتصالات الرقمية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. وبالتالي، ارتفعت حالات الاختراق الالكتروني والاحتيال الإلكتروني بشكل ملحوظ. فمن خلال الاختراق الالكتروني يمكن للمهاجمين الحصول على معلومات حساسة، وسرقة البيانات والمعلومات الشخصية، والتلاعب بالأنظمة والبنية التحتية للشركات والمؤسسات والدول.
1- فيروسات (Viruses): وهي برامج تنتشر عن طريق الإنترنت أو البريد الإلكتروني، وتقوم بتدمير البيانات والأنظمة التي تصيبها.
اختراق البرمجيات الخبيثة هو نوع من الاختراق الإلكتروني الذي يتمثل في استخدام برامج خبيثة للتسلل إلى الأنظمة والشبكات والأجهزة الإلكترونية والتسبب في العديد من المشاكل. وتشمل البرامج الخبيثة التي يمكن استخدامها في الاختراق على سبيل المثال لا الحصر:
1- فيروسات (Viruses): وهي برامج تنتشر عن طريق الإنترنت أو البريد الإلكتروني، وتقوم بتدمير البيانات والأنظمة التي تصيبها.
2- أحصنة طروادة (Trojans): وهي برامج خبيثة يتم تمويهها على أنها برامج آمنة ومفيدة، ولكنها في الحقيقة تقوم بتنفيذ مهام خبيثة على الجهاز الذي تثبت عليه.
3- برامج التجسس (Spyware): وهي برامج تستخدم لجمع المعلومات الشخصية للمستخدمين دون علمهم، وترسل هذه المعلومات إلى الجهات التي تقوم بجمعها.
4- برامج الفدية (Ransomware): وهي برامج تستخدم لقفل الجهاز أو تشفير الملفات، وتطلب من المستخدمين دفع فدية مالية لاستعادة الوصول إلى ملفاتهم.
هذه بعض الأنواع الرئيسية للبرمجيات الخبيثة، ويمكن استخدامها في الاختراق الإلكتروني. ينبغي على المستخدمين تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والحماية من البرامج الخبيثة، وتحديث البرامج والنظام الخاص بهم بانتظام، وتجنب فتح البريد الإلكتروني الذي يحتوي على مرفقات غير معروفة.
2- هجمات الاختراق القائمة على الشبكات (Network-Based Attacks): وتشمل مثل هجمات الـDDoS والتصيد الاحتيالي.
هجمات الاختراق القائمة على الشبكات (Network-Based Attacks) هي نوع آخر من أنواع الاختراق الإلكتروني وتستهدف الشبكات الإلكترونية. وهي تتضمن مجموعة متنوعة من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للشبكات الإلكترونية، مثل الهجمات على خوادم الويب والشبكات اللاسلكية والأجهزة التوجيهية والجدران النارية.
من بين هذه الهجمات، تأتي هجمات DDoS في مقدمتها، حيث يتم استخدام الآلاف من الأجهزة المخترقة للتحكم بجهاز الضحية، مما يتسبب في تعطيل خدمة الموقع أو التطبيق. ويعمل المخترقون على إطلاق العديد من الطلبات الاصطناعية (fake requests) للموقع أو التطبيق المستهدف، مما يؤدي إلى زيادة الحمولة والاضطراب في الخدمة، وعادة ما يتم استهداف الشركات والمؤسسات الكبيرة.
أما التصيد الاحتيالي (Phishing) فهو نوع آخر من الهجمات القائمة على الشبكات، حيث يقوم المهاجمون بإنشاء رسائل إلكترونية ومواقع وهمية تشبه إلى حد كبير الرسائل الحقيقية والمواقع الأصلية، وذلك بهدف جذب الأشخاص وإغرائهم بإدخال معلومات حساسة مثل كلمات المرور ومعلومات الحساب البنكي. وعند إدخال هذه المعلومات، يتم الحصول عليها من قبل المخترقين، مما يتيح لهم فرصة الوصول إلى الحسابات والمعلومات الشخصية للأفراد.
لحماية الأنظمة والشبكات من هذه الهجمات، يجب اتباع ممارسات الأمان الإلكتروني السليمة، مثل تحديث البرمجيات والأنظمة بشكل دوري، واستخدام برامج مضادة للفيروسات والبرمجيات الخبيثة، والحد من الوصول إلى الأنظمة والبيانات الحساسة، وتنفيذ تدابير الأمان اللازمة عند استخدام الشبكات اللاسلكية العامة أو عند استخدام أجهزة الكمبيوتر العامة.
كما يتطلب الأمر أيضاً توعية المستخدمين وتدريبهم على كيفية التعامل مع الرسائل الاحتيالية وتجنب تقديم المعلومات الحساسة أو الشخصية لأي شخص غير موثوق به، والتحقق دائماً من صحة المصادر قبل تحميل أي برنامج أو النقر على أي رابط.
يجب أن يكون الحفاظ على الأمن الإلكتروني جزءاً لا يتجزأ من أي استراتيجية أمنية شاملة، سواء كانت في الشركات أو المنظمات أو على المستوى الشخصي، حيث أن الاختراقات القائمة على الشبكات يمكن أن تتسبب في خسائر مالية وأضرار للخصوصية والسمعة، ويمكن أن تترك آثاراً سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
3- اختراق الهوية (Identity Theft): ويتمثل في سرقة معلومات الهوية الشخصية من الأفراد أو الشركات واستخدامها بطريقة غير مشروعة.
اختراق الهوية هو عملية سرقة معلومات الهوية الشخصية من الأفراد أو الشركات واستخدامها بطريقة غير مشروعة، ويمكن أن تشمل هذه المعلومات الاسم الكامل وتاريخ الميلاد ورقم الضمان الاجتماعي ورقم الهوية وعناوين البريد الإلكتروني والبطاقات الائتمانية والحسابات المصرفية والأرقام السرية الخاصة بالحسابات.
تستخدم الجهات التي تقوم بالاختراق لعملية اختراق الهوية هذه المعلومات الشخصية للقيام بعمليات احتيالية وسرقة الأموال من الحسابات المصرفية وتسوية فواتير وشراء السلع والخدمات على الإنترنت بطريقة غير قانونية.
يتم الاختراق بشكل عادةً عن طريق برامج خبيثة أو رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية التي ترسل بغرض جذب المستخدمين وتشجيعهم على النقر على الروابط الخبيثة التي تحيلهم إلى مواقع مزيفة تطلب منهم إدخال معلوماتهم الشخصية.
تنصح الخبراء باتباع إجراءات الحماية المناسبة لتجنب اختراق الهوية مثل تغيير كلمات المرور بشكل دوري وتثبيت برامج الحماية المناسبة وعدم تقديم المعلومات الشخصية للجهات غير الموثوقة وعدم النقر على الروابط الخبيثة وتحديث البرامج والأنظمة بانتظام لتجنب استغلال الثغرات الأمنية الموجودة.
4- الاختراق الهجومي (Exploit): ويتمثل في استغلال ثغرات البرامج والأنظمة والتطبيقات للتسلل إلى الأنظمة الأخرى واستخدامها للتدمير أو السرقة.
الاختراق الهجومي هو نوع من أنواع الاختراق الإلكتروني، ويشير إلى استغلال ثغرات البرمجيات والأنظمة والتطبيقات للتسلل إلى الأنظمة الأخرى واستخدامها بطرق غير مشروعة. يتم استخدام هذا النوع من الاختراق لتحقيق أهداف مختلفة، مثل التجسس، والتدمير، والسرقة، والابتزاز.
تتمثل عملية الاختراق الهجومي في استخدام برامج خبيثة تُعرف باسم “Exploits”، وهي تستغل الثغرات في البرامج والأنظمة والتطبيقات للوصول إلى المعلومات أو الأنظمة الأخرى. ويتم استخدام هذه البرامج لإدخال برامج خبيثة أخرى على الأنظمة المستهدفة، وسرقة المعلومات الحساسة، أو تدمير البيانات المخزنة فيها.
وتشمل بعض الأمثلة على ثغرات الأمان التي يتم استغلالها في الاختراق الهجومي، ثغرات البرمجيات القديمة التي لم تُحدث، وثغرات الأنظمة التي لم يتم تثبيت التحديثات الأمنية اللازمة. ولحماية الأنظمة والبرامج من الاختراق الهجومي، ينصح باستخدام برامج الحماية المختلفة، وتحديث البرامج والأنظمة بانتظام، وتطبيق ممارسات الأمان السليمة، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتجنب الوصول إلى المواقع والبرامج الغير موثوقة.
5- برامج الفدية (Ransomware): وهي برامج تستخدم لقفل الجهاز أو تشفير الملفات، وتطلب من المستخدمين دفع فدية مالية لاستعادة الوصول إلى ملفاتهم.
برامج الفدية (Ransomware) هي عبارة عن برامج خبيثة تستهدف أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وتقوم بتشفير الملفات المخزنة على هذه الأجهزة بحيث يصبح من المستحيل الوصول إليها، وعادةً ما يتم تقديم فدية مالية لفتح الملفات المشفرة.
عندما يقوم المستخدم بتشغيل برنامج الفدية الموجود على جهازه، يقوم البرنامج بتشفير الملفات على الجهاز وعرض رسالة تطلب من المستخدم دفع فدية لفتح الملفات المشفرة. وعادة ما تتطلب رسائل الفدية دفع الأموال عبر العملات الرقمية، مثل البيتكوين، لتجنب تتبع العمليات المالية.
تعد برامج الفدية من أخطر أنواع البرمجيات الخبيثة لأنها تمكن القراصنة من الحصول على أموال بشكل سريع وسهل، وقد تتسبب في خسارة البيانات والملفات الشخصية للمستخدمين. لذلك، ينصح دائماً بتثبيت برامج مضادة للفيروسات وتحديث البرامج والنظم بانتظام لتجنب الثغرات المحتملة التي يمكن استغلالها من قبل القراصنة.
6- اختراق الشبكات الاجتماعية (Social Engineering): وتشمل مثل الاحتيال الإلكتروني والتصيد والفيشينج والترويج للبرمجيات الخبيثة.
يعتبر اختراق الشبكات الاجتماعية، المعروف أيضاً باسم “Social Engineering”، واحداً من أكثر أشكال الاختراق الإلكتروني انتشاراً في العالم الرقمي الحديث. وعلى الرغم من أنه لا يتضمن استخدام برامج خبيثة، إلا أنه يعد أحد أخطر أنواع الاختراق.
يعتمد الاختراق الاجتماعي على التلاعب بالعوامل النفسية والاجتماعية للأفراد، ويهدف إلى إقناعهم بالكشف عن معلومات شخصية أو الوصول إلى حساباتهم الخاصة على الإنترنت. يتم ذلك من خلال إرسال رسائل بريد إلكتروني مزيفة، أو إجراء مكالمات هاتفية متحيلة، أو إنشاء مواقع وهمية، أو استخدام وسائل أخرى لإقناع الأشخاص بتقديم معلوماتهم الشخصية أو إجراء أي نوع من الأنشطة التي يريد القائمون على الاختراق الحصول عليها.
من أبرز أشكال الاختراق الاجتماعي، الاحتيال الإلكتروني، والذي يشمل استخدام الرسائل الإلكترونية المزيفة لإقناع الأشخاص بالنقر على روابط خبيثة، أو إدخال معلوماتهم الشخصية على مواقع وهمية. كما يتضمن الاحتيال الإلكتروني إرسال رسائل البريد الإلكتروني التي تدعي أنها من شركات معروفة وموثوقة، وتطلب من الأشخاص تحديث معلوماتهم الشخصية أو البنكية.
ويتضمن الاختراق الاجتماعي أيضاً التصيد الاحتيالي، والذي يستخدم عادة في الهجمات على الشركات والمؤسسات الكبيرة.
من المهم الاهتمام بالوعي الأمني وتعليم الأفراد حول التحديات الأمنية المختلفة التي يمكن أن تواجههم عند استخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعية. يجب أن يتم توفير التدريب المناسب للموظفين والطلاب لمساعدتهم في تعلم كيفية التعامل مع الهجمات المختلفة، وتعلم كيفية التعرف على علامات الاحتيال والمخاطر المحتملة، وكيفية تنفيذ الإجراءات الأمنية الصحيحة في حالة الهجوم.
من الأمثلة الشائعة للهجمات التي تعتمد على Social Engineering هي الرسائل الإلكترونية الاحتيالية والتي يتم إرسالها إلى الأشخاص بهدف جعلهم ينقر على رابط خبيث أو تحميل ملف يحتوي على برامج خبيثة، أو الاستفادة من ثغرات البرمجيات التي يتم الكشف عنها بعدة طرق مثل تحليل الرموز المصدرية أو الاستغلالات المعروفة في البرامج أو الاختراق عن طريق البريد الالكتروني.
ويمكن تحسين الوعي الأمني الخاص ب Social Engineering عن طريق تعزيز ثقافة الأمن في المؤسسات، وتوفير الدورات التدريبية للموظفين والمستخدمين العاديين، بالإضافة إلى تنفيذ إجراءات الأمن اللازمة وتشجيع استخدام الأدوات المتاحة لحماية المعلومات والأنظمة. كما يجب على الأفراد اتباع ممارسات أمنية جيدة مثل استخدام كلمات مرور قوية وعدم مشاركتها مع الآخرين، وتحديث البرامج والأنظمة بانتظام، وعدم النقر على الروابط المشبوهة أو تحميل الملفات غير المعروفة.