تحذير من قناة 4Kids الجزائرية: دعوة لحماية الأطفال المغاربة.

31 أغسطس 2024
تحذير من قناة 4Kids الجزائرية: دعوة لحماية الأطفال المغاربة.

بقلم المرتضى إعمراشا

في السنوات الأخيرة، استطاعت قناة 4Kids الجزائرية أن تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة بين الأطفال المغاربة، بفضل برامجها المتنوعة التي تجمع بين الترفيه والتعليم. كانت القناة وجهة مفضلة للأسر المغربية التي تبحث عن محتوى مناسب لأطفالها، يعزز من نموهم الفكري والثقافي. لكن ما كان يبدو في البداية قناة بريئة موجهة للأطفال تحول إلى خطر يهدد عقول الناشئة، مع ظهور تغييرات ملحوظة في محتوى القناة، خاصة بعد توقفها المؤقت وعودتها ببث جديد يحمل في طياته توجهات سياسية.

– التحول المقلق في توجهات القناة

بعد استئنافها للبث، لاحظ العديد من المشاهدين المغاربة تغيرًا كبيرًا في برمجة القناة. بدلًا من التركيز على الترفيه والتعليم، بدأت القناة في تقديم محتوى يحمل رسائل سياسية تدعم الأجندة العسكرية للنظام الجزائري. هذه الرسائل ليست مجرد آراء سياسية عابرة، بل تأتي مغلفة بمحتويات تستهدف الأطفال بشكل مباشر، محاولة زرع أفكار انفصالية وتحريضية، خصوصًا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

إن هذا التحول المقلق يجب أن يدفعنا إلى التفكير بجدية حول التأثيرات السلبية التي قد تتركها هذه البرامج على عقول أطفالنا، الذين يعتبرون الأكثر تأثرًا بالمحتويات التي يتابعونها يوميًا. فبدلاً من تقديم محتوى يعزز القيم الإنسانية والمواطنة، باتت القناة تمثل خطرًا حقيقيًا على الهوية الوطنية للأطفال المغاربة.

– دعوة لحماية أطفالنا من التأثيرات المسمومة

نحن كمغاربة، مسؤولون عن حماية الجيل الناشئ من أي محاولات لاستغلال براءتهم بهدف زرع أفكار سياسية تخدم أجندات خارجية. يجب على الآباء أن يكونوا أكثر وعيًا وانتباهاً لما يشاهده أطفالهم، وألا يثقوا بشكل أعمى في أي قناة تبدو أنها موجهة للأطفال فقط من حيث الشكل.
على الجهات المعنية في المغرب، سواء كانت إعلامية أو تربوية، التحرك سريعًا لفرض رقابة صارمة على القنوات الموجهة للأطفال والتي قد تحمل مضامين سياسية غير مرغوبة. يجب علينا تعزيز الوعي بخطورة هذا النوع من المحتويات، والدفع نحو وضع قوانين تحمي الأطفال من التعرض لهذه الرسائل السامة.

-ضرورة إنشاء قناة مغربية موجهة للأطفال

في هذا السياق، تصبح الحاجة إلى إنشاء قناة مغربية للأطفال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. قناة تتبنى قيمًا وطنية واضحة، وتقدم محتوى ترفيهيًا وتعليميًا هادفًا، يعزز الهوية المغربية ويزرع في نفوس الأطفال مبادئ المواطنة الحقة. فبدلًا من الاعتماد على قنوات خارجية تحمل أجندات سياسية مبطنة، يجب أن تتولى المؤسسات المغربية زمام المبادرة وتوفر بديلاً آمنًا ومفيدًا لأطفالنا.

ختامًا، يجب أن نتحلى باليقظة وندرك خطورة ما يعرض على شاشات التلفاز، خاصة إذا كان موجهاً للأطفال. إن حماية الأطفال من التأثيرات السلبية والموجهة ليس خيارًا، بل واجب وطني على الجميع المساهمة فيه، سواء كان ذلك من خلال رقابة الأسر أو تدخل الجهات الرسمية. ويبقى الحل الأمثل هو توفير قنوات مغربية مخصصة لأطفالنا، تضمن لهم محتوى نقيًا، يعزز انتماءهم لوطنهم ويجنبهم التأثيرات الخارجية المسمومة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق