كشف تحقيق أعدته أرابيكا نيوز أن معظم مساجد إقليم الحسيمة لا تحترم التوجيه القرآني باستقبال المسجد الحرام، ويرجع ذلك إلى رأي فقهي لعلماء مغاربة مبني على روايات وآثار ترجح جواز استقبال الجهة فقط دون الالتزام بالضرورة باستقبال بيت الله الحرام، لكن الملاحظ بالحسيمة خصوصا أن الكنيسة المتواجدة بشارع مبارك البكاي والزاوية العلوية المحاذية كذلك المسجد العتيق أقدم مساجد المدينة كلها موجهة باتجاه واحد وذلك مراعاةً للتهيئة العمرانية التي خطها المستعمر الإسباني.
لكننا نجد في الآن ذاته أن بعض المساجد خاصة الحديثة منها التي احترمت معايير الأجهزة المتقدمة في تحديد القبلة، ويتعلق الأمر بمسجد بادس الذي افتتح السنة الماضية، كذلك الحال بالنسبة لمسجد السنة بدهار مسعوذ أمام مستشفى محمد الخامس، لكن الانحراف عن القبلة تجاوز في بعض المساجد 30°، ما يطرح سؤالا عن المعايير المعتمدة لدى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ذات الصدد.
وهذا النقاش قديم حديث صنف فيه الفقهاء عدة رسائل خاصة بعد الجدل بين علماء القرويين قبل خمسة قرون أحدثته رسالة العلامة عبد الرحمن التاجوري، الذي رفض الصلاة به بسبب انحرافه عن القبلة، وكتبت عدة ردود عليه، لكن رسالته لأمير فاس حينها أحمد الوطاسي أحدثت ضجة ليس فقط لدى علماء المغرب، وإنما في العالم الإسلامي كله، فألف كتابا رد فيه على منتقديه سماه ” تنبيه الغافلين عن قبلة الصحابة والتابعين ” لكن لا أحد تجرأ حينها على تغيير اتجاه القبلة وتصحيحها حتى جاء عهد الأمير محمد الشيخ الأصغر حيث قام بوضع علامات على المحاريب توضح اتجاه القبلة .
وقد نقل المؤرخ الدكتور جمعة الزريقي في كتابه ( تراجم ليبية ) عند حديثه عن التاجوري : زرت جامع القرويين وجامع الأندلس بفاس سنة 1988م ورأيت بنفسي العلامات موضوعة في المحرابين لتوضيح الاتجاه الصحيح مع قيام مقيم الصلاة بتنبيه المصلين عند كل صلاة ).
وقد أثير الجدل عدة مرات وطنيا في هذا الموضوع ومن أشهر من ناقشه العلامة مصطفى بنحمزة، وأوضح أن المطلوب هو التوجه جهة الشرق وليس بالضرورة باتجاه الكعبة عينا، بناء على أحاديث وروايات مأثورة.
