دفاع بطعم “الذل”

7 سبتمبر 2022
دفاع بطعم “الذل”
خالد البكاري
خالد البكاري
في فضيحة التحرش والاستغلال الجنسي بمغربيات، وسرقة هدايا ثمينة (بينها هدايا من القصر) بمكتب الاتصال الإسرائيلي، لم يجد بعض مناصري التطبيع سوى الدفع بأنه على الأقل “إسرائيل” فتحت تحقيقا، واستدعت القائم باعمال المكتب، وأن الصحافة فجرت الفضيحة بكل حرية، وأنه لو وقع هذا الأمر بسفارة بلد خليجي لتم طي الملف بطمسه.
لم يلتفت “التبريروصهيونجي” في غمرة انشغاله بالدفاع عن إسرائيل، لبنات بلده اللواتي تعرضن للتحرش والاستغلال جنسيا من طرف موظفي سلك “دبلوماسي اجنبي”، وكأن هناك مفاضلة بين تحرش واستغلال تم فضحه، وآخر تم طمس معالمه، وأن التحرش الذي تم فضحه هو تحرش راق مقارنة بالآخر.
المهم:صورة “إسرائيل” أولى من بنات البلد.
والمؤسف هو : فيك فيك، سوا طحتي في دولة عندها صحافة كتفضح، أو طحتي في دولة لا تعتبر أن التحرش بمغربيات، ولا حتى اغتصابهن جريمة ( وجريمة الكويتي الذي هربته سفارة بلده ليست ببعيدة).
ولأن المناسبة شرط، فيا ليت موزعو صكوك الغفران الوطنية، وقسم منهم من مناصري التطبيع، يقتدون بأصدقائهم.
لم يعتبر مسؤولو “إسرائيل” التحقيق الصحفي مؤامرة ضد الدولة، ولا خونوا إعلاميين مارسوا حقهم في “الفضح”، ولا تحججوا بالظروف الصعبة التي يمر بها “الوطن” لإسكات الأفواه المنتقدة، ولا وصموا الصحافيين بأنهم يشوهون صورة إسرائيل، ولا قالوا إنهم يلتقون بهذا التحقيق موضوعيا مع الأعداء.
إن تمتين الجبهة الداخلية عندهم لا يمر عبر الإجماعات القسرية، وترهيب المنتقدين لرئيس الوزراء ووزير الخارجية والأجهزة الأمنية والعسكرية، بل لا يمنعهم حتى من متابعة المسؤولين الكبار قضائيا، بدء من رئيس الوزراء.
هل هذا يعني أن إسرائيل دولة ديموقراطية؟
لا ننكر أنها كذلك بالنسبة ل”مواطنيها” اليهود، ولكن هذا لا يلغي أنها دولة دينية وعنصرية، ودولة احتلال، وأنها تمارس الأبارتايد ضد الفلسطينيين.
الأمر قريب مما كانت تفعله حكومات الاستعمار الأوربي: ديموقراطية لشعوبهم، وقهر واضطهاد للشعوب الخاضعة لاستعمارهم.
هذا الوجه لا يلغي ذاك.
وعود على بدء: منذ سنوات قليلة، تفجرت فضيحة اتجار بالبشر وممارسات حاطة بكرامة خادمات وخدم بالولايات المتحدة، بطلها دبلوماسي مغربي وزوجته، وتحركت العدالة الأمريكية رغم أن الخدم لم يكونوا أمريكيين.
اما هنا، فصمت مطبق على ما وقع بمكتب الاتصال الإسرائيلي، ولم يجرؤ القوم حتى على المطالبة بالمشاركة في التحقيقات الجارية من طرف الإسرائيليين (ياك وهبي وقع اتفاقية مع وزير العدل ديالهوم).
ومن يهن، يسهل الهوان عليه // ما لجرح بميت إيلام

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق