كشفت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراض مزارعين فرنسيين قرب مدينة “بربنيون” جنوب فرنسا للشاحنات القادمة من إسبانيا والمغرب على الطريق السيار، بحثا عن شاحنات اسبانية مغربية محملة بالطماطم لإتلافها، في اطار احتجاجهم ضد الواردات التي يرون أنها تنافس منتجاتهم المحلية وتؤثر على أسعار السوق.
وفي حادثة سابقة، قام مزارعون فرنسيون وإسبان باعتراض شاحنة مغربية مليئة بصناديق الطماطم عالية الجودة، وألقوا بجميع حمولتها على الأرض، مما أدى إلى تلفها بالكامل، مما تسبب في خسائر كبيرة للشاحنة، ووجهت ضربة موجعة للمصدرين المغاربة.
ويعتبر المزارعون الفرنسيون أن الواردات المغربية والإسبانية من الطماطم تؤدي إلى انخفاض أسعار منتجاتهم المحلية في الأسواق، مما يضعهم في موقف تنافسي غير متكافئ. ويشعرون أن السياسات التجارية الحالية لا تحميهم بما يكفي من تدفق المنتجات الزراعية الأجنبية ذات الأسعار المنخفضة.
هذه الأحداث أثارت اهتمام وسائل الإعلام اليمينية والأحزاب المتطرفة في فرنسا، حيث استغلت هذه الأطراف هذه الوقائع للترويج لأجندتها ضد الواردات الأجنبية ولتعزيز توجهاتها الحمائية، كما انتقدت السياسات الحكومية التي تسمح بواردات الطماطم من المغرب وإسبانيا، معتبرة أنها تهدد الأمن الغذائي المحلي وتضر بالاقتصاد الريفي.
وتشكل هذه الأعمال العدوانية تحدي كبيرةللمصدرين المغاربة والإسبان، الذين يعتمدون على تصدير منتجاتهم إلى الأسواق الأوروبية، حيث يتسبب تلف الحمولة في خسائر مالية فادحة للشركات المتضررة، ويؤدي إلى توتر العلاقات التجارية بين الدول.
ومن المتوقع أن يتخذ المغرب واسبانيا إجراءات للتعامل مع هذه الاحتجاجات، وضمان سلامة مرور الشاحنات التجارية عبر الحدود، قد تشمل هذه الإجراءات تعزيز التدابير الأمنية على الطرق السريعة، وزيادة التنسيق بين الدول لضمان حماية السلع التجارية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
