كلوديا شينباوم: أول امرأة تتولى رئاسة المكسيك

3 يونيو 2024
كلوديا شينباوم: أول امرأة تتولى رئاسة المكسيك

وكالات/متابعة: المرتضى إعمراشا – في خطوة تاريخية، انتُخبت كلوديا شينباوم كأول رئيسة لمكسيك، مما يضع نهاية لعقود من الهيمنة الذكورية على أعلى منصب في البلاد. ولدت شينباوم عام 1962 لعائلة يهودية مهاجرة من أوروبا، وبرزت أكاديمياً بحصولها على درجة الدكتوراه في الفيزياء والهندسة من جامعة المكسيك الوطنية المستقلة. عملت شينباوم في الحكومة المحلية وتعاملت مع قضايا معقدة تتعلق بالتنمية المستدامة والتحول البيئي، حيث شاركت في لجنة التغير المناخي التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2007.

بدأت شينباوم حياتها السياسية كعضوة في المجلس الطلابي في UNAM، وساهمت في تأسيس حزب الثورة الديمقراطية (PRD). عملت كوزيرة للبيئة في حكومة مكسيكو سيتي بين عامي 2000 و2006، حيث قدمت مبادرات بيئية بارزة مثل نظام النقل السريع بالحافلات “متروباص”. في عام 2018، انتُخبت شينباوم كأول امرأة تتولى رئاسة حكومة مكسيكو سيتي، وهو منصب يعادل حاكم الولاية. خلال فترة ولايتها، ركزت على تحسين البنية التحتية وتعزيز الأمن البيئي. تُعرف كلوديا بقربها من الرئيس الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ودعمها لحركة “مورينا” اليسارية.

من الناحية السياسية، تُعتبر شينباوم يسارية بامتياز، حيث تتبنى نهجًا مشابهاً لنهج لوبيز أوبرادور، مع التركيز على محاربة الفقر وتقليص الفجوة الاجتماعية. مع ذلك، تميزت بقدرتها على إظهار استقلاليتها، رافضةً الانتقادات التي تتهمها بأنها ستستمر في سياسات سلفها دون تغيير. خلال فترة ولايتها كرئيسة حكومة العاصمة، واجهت شينباوم العديد من التحديات بما في ذلك جائحة كوفيد-19، والتي تلقت بسببها بعض الانتقادات حول كيفية إدارتها للأزمة الصحية.

أعلنت شينباوم أن سياستها الرئاسية ستركز على الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية. وقالت إن من أولوياتها تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة. كما تخطط لتعزيز النقل الكهربائي وتطوير البنية التحتية المتعلقة بالطاقة المتجددة. تواجه شينباوم تحديات كبيرة فيما يتعلق بمكافحة الفساد والجريمة المنظمة. أثناء توليها رئاسة حكومة مكسيكو سيتي، اتخذت خطوات لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، ولكنها ستحتاج إلى مواجهة هذه القضايا على نطاق أوسع كرئيسة. تعتزم شينباوم مواصلة تعزيز البرامج الاجتماعية التي تركز على تحسين ظروف المعيشة للفئات الأقل حظًا. تشمل خططها تعزيز المساواة بين الجنسين وتوفير الدعم للنساء والفئات الضعيفة، بما في ذلك مبادرات لتحسين الرعاية الصحية والتعليم ودعم الأسر الفقيرة.

موقف شينباوم من القضية الفلسطينية يتماشى مع موقف الحكومة المكسيكية العام، الذي يدعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. الحكومة المكسيكية تدعم حل الدولتين وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي في المنطقة. لم تصدر شينباوم تصريحات مباشرة حول فلسطين، لكنها تتبع نهجاً سياسياً يتماشى مع المبادئ العامة للسياسة الخارجية المكسيكية.

أما بخصوص موقفها من المغرب، فلم تصدر تصريحات محددة من شينباوم حول هذا الموضوع حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تتبنى سياسة خارجية متوازنة تشمل تعزيز العلاقات مع مختلف الدول وفقاً لمصالح المكسيك.

فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، تُظهر شينباوم اهتماماً بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها أيضاً ملتزمة بموقف حازم بشأن سيادة المكسيك واستقلال قرارها السياسي. في ما يخص قضايا حقوق الإنسان، فهي ملتزمة بتعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف والفساد، مستندة إلى خبرتها السابقة كناشطة في مجال حقوق المرأة.

بصعودها إلى الساحة الرئاسية، تُعد شينباوم رمزاً للتغيير والتمكين للنساء في المكسيك، مظهرةً قدرة المرأة على القيادة في أعلى المستويات السياسية. رؤيتها لمستقبل المكسيك ترتكز على الاستدامة والعدالة الاجتماعية، ما يعكس التزامها بإحداث تحولات جذرية في البلاد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق