تقرير: المرتضى إعمراشا
في ضوء الأخبار الأخيرة التي نشرتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، والتي أفادت بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يرغب في إقامة نهائي كأس العالم 2030 في ملعب “سانتياغو بيرنابيو” في العاصمة الإسبانية مدريد، يبدو أن هناك احتمالية لرفض نادي ريال مدريد لهذا المقترح. فالنادي الملكي قد يواجه تحديات رياضية واقتصادية إذا أغلق ملعبه لمدة ثلاثة أشهر قبل النهائي. في هذا السياق، يثار تساؤل حول فرص تنظيم النهائي في المغرب إذا ما رفض ريال مدريد هذا الاقتراح.
الأسباب المحتملة لرفض ريال مدريد:
ريال مدريد عادة ما يكون مشغولًا بجدول مباريات مزدحم على مدار الموسم، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا. إغلاق ملعب “سانتياغو بيرنابيو” لفترة طويلة قد يعرقل خطط الفريق ويؤثر على أدائه. كما أن إغلاق الملعب لفترة طويلة قد يؤثر سلبًا على الإيرادات المالية للنادي، سواء من حيث مبيعات التذاكر أو حقوق البث التلفزيوني أو العائدات التجارية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، نقل مباريات الفريق إلى ملعب آخر لفترة طويلة قد يكون معقدًا من الناحية اللوجستية ويؤثر على الجماهير والتدريبات اليومية للفريق.
البدائل المحتملة في حال رفض ريال مدريد:
في حال رفض ريال مدريد استضافة نهائي كأس العالم في ملعب “سانتياغو بيرنابيو”، سيتعين على الفيفا البحث عن بدائل أخرى. وفي هذا السياق، قد تكون حظوظ المغرب في استضافة النهائي في تصاعد. المغرب يمتلك بعض الملاعب الحديثة التي قد تكون جاهزة لاستضافة حدث بهذا الحجم. من بين هذه الملاعب، ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، والذي يُعد من بين أفضل الملاعب في المغرب من حيث السعة والتجهيزات، وملعب مراكش الذي يمتاز بالحداثة وسعة كبيرة للجماهير، بالإضافة إلى البنية التحتية المتطورة. كما يعتبر ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط من الملاعب الكبيرة في المغرب ويستوفي المعايير الدولية المطلوبة.
فوائد استضافة المغرب للنهائي:
استضافة نهائي كأس العالم يمكن أن تعزز من مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، مما سيزيد من التدفق السياحي ويحفز الاقتصاد المحلي. كما يمكن لهذا الحدث أن يعزز من تطوير البنية التحتية الرياضية في المغرب، من خلال تحسين الملاعب والمنشآت الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، قد تعزز استضافة نهائي كأس العالم من العلاقات الدولية للمغرب وتزيد من مكانته على الساحة العالمية.
التحديات المحتملة:
يتطلب استضافة نهائي كأس العالم استعدادات تنظيمية ضخمة تتضمن الأمن، النقل، والإقامة، وهو ما يحتاج إلى تخطيط دقيق. كما قد تواجه المغرب تحديات مالية في تجهيز الملاعب والبنية التحتية المطلوبة لتلبية معايير الفيفا.
خاتمة:
في حال رفض ريال مدريد استضافة نهائي كأس العالم 2030 في ملعب “سانتياغو بيرنابيو”، قد تكون هذه فرصة كبيرة للمغرب لتعزيز حظوظه في استضافة هذا الحدث العالمي. ومع امتلاك المغرب للبنية التحتية الرياضية المناسبة، والفوائد الاقتصادية والاجتماعية المحتملة، يبقى التحدي الأكبر هو الاستعداد التنظيمي والمالي لضمان نجاح الحدث. بالنظر إلى هذه المعطيات، يمكن للمغرب أن يكون خيارًا مناسبًا ومرحبًا به لاستضافة نهائي كأس العالم 2030، إذا ما توافرت الظروف الملائمة والإرادة السياسية والرياضية لتحقيق ذلك.