محمد أزرقان: يوميات مهاجر إلى هولندا (30)

محمد أزرقان: يوميات مهاجر إلى هولندا (30)
30 يناير 2024

تشرف السنة الدراسية على الانتهاء، والامتحانات على الأبواب، والتوتر بدأ يعتلي الوجوه، والقلق على المنحة الدراسية اقتحم من جديد كل طالب. وكما أنه ليس لأحد أن يتخلى عن غريزة البقاء والاستمرار في الحياة، كذلك لم يكن أحد في القسم الداخلي ليشذ عن قاعدة السعي للمحافظة على المنحة الدراسية. وعاد المثل المشهور “عند الامتحان يعز المرء أو يهان” نسمعه يردد على الألسن.

وحتى أولئك الذين يلجأون في امتحاناتهم إلى الغش والنقل، فقد كان عليهم أن يعملوا بجدية لتحضير أنفسهم لأيام الامتحان الصعبة. فكان على هؤلاء قبل كل شيء أن يحلوا مشكلتهم الأساسية، هل يدخلون معهم إلى قاعة الامتحان الكتاب يستعينون به في النقل، أو يقتصرون فقط على النسخ للدروس والمحاضرات.

فالمتبنون للنظرية الأولى يركزون النقاش حول أفضل السبل والوسائل لوضع الكتاب أو النسخ على ركبهم، وتحديد كيفية إيصال النور إلى النسخ عبر فتحة القميص.

أما أنصار الحل الآخر، فيراهنون عن مغامرة، بحيث يدرسون إمكانية كل موضوع يطرح في الامتحان. ولذلك فرضوا على أنفسهم إمكانية الرسوب أو النجاح، وبالتالي إمكانية فقدان المنحة الدراسية إذا لم يكن السؤال من بين المواضيع المحضرة.

وعند اقتراب أيام الامتحانات تراني أضاعف الجهد في تحضير مواد الامتحان. أتذكر أنني  كنت أحرص على النوم باكرا لأصحو ساعتين قبل تناول الفطور. أخرج بهدوء تام تجنبا لإزعاج النائمين والذهاب إلى منطقة سيدي عابد المجاورة للقسم الداخلي، يكثر فيها شجر الصفصاف، لمذاكرة المواد الأدبية.

كنت أعتقد -إلى حد الافراط- أن لهذه الأوقات قوة سحرية على العقل، أي كل ما يقرأ في هذا الوقت يخزن في العقل كضمان لاجتياز الامتحان اجتيازا آمنا وبالتالي الحصول على نتيجة مشرفة.

وفي السنوات الماضية جربت هذه الطريقة فنجحت. هذا الاعتقاد الساذج البريء كان يوجهني دون شك بمعزل سيطرة قواي العقلية.

بعد فترة الامتحانات وظهور النتائج تستعيد المقاهي نشاطها مع زبنائها الطلبة. أما طلبة القسم الداخلي فقد تفرغ قسم منهم لشراء حاجياته من الملبس استعدادا للعطلة الصيفية، بينما الآخرون استأنفوا نشاطهم ومناقشتهم التي أوقفتها فترة الامتحانات. والنقاشات كانت تدور خاصة حول أصداء الثورة الإيرانية ومخلفاتها.

كان القوم يتحدثون عن اشتراكية الثورة، وأن وقودها فقراء المدن المقهورين، ثم امتد فتيلها إلى شريحة الكتاب والمحامين والأكاديمين لمواصلة المظاهرات والعصيان. أما مشاركة الخمينيين، فلم تظهر إلا بعد مضي شهور على بدء الثورة.

أما المؤيدون للثورة (الإخوانجية، كما يسميهم التقدميون اليساريون)، فكانوا يرون فيها، الرجوع إلى حكم الاسلام وإقامة الدولة الإسلامية. وكل هذه النقاشات والمواجهات بين الفريقين، كانت تتم بنوع من السرية والحيطة من عيون السلطة.

وأما الطلبة المحايدون الذين يرون أنه لا ناقة لهم ولا جمل في هذا النقاش والمشادات الكلامية، فقد اتخذوا لهم شعار بالفرنسية (les Iraniens se révoltent et les Marocains se travoltent) ينكتون به تعبيرا عن الأوضاع التي آلى إليه أمر القوم من تقليد (جون ترفولتا) في اللباس وحركات المشي.

اشتقت إلى أخبار بلدة بني حذيفة وأخبار صحة الوالدة، فحزمت حقيبتي واستقلت حافلة (السدراوي) متجها نحو بني حذيفة. وعلى طول الطريق كانت هذه الحافلة المهلهلة العتيقة، تترجرج بنا عبر بلدة أجدير وأيت قمرة وبني عبدالله. وأراضي المزارعين عبر هذه البلدات تستعرض أمام أنظارنا امتدادها الأخضر الأشقر أو القاتم طيلة النهار. فالمزارع التي تكسو هذه الأراضي تحدد لنا معالم السير، بتجمعها الضخم تارة تأوي إلى واد ينخفض عن الطريق، أو تنيف علينا ربوة تجثم عليها تلك المزارع تارة أخرى.

وعلى حافتي الطريق كنا نصادف من آن لآخر فلاحا يسوق أمامه دابته، ذاهبا على الأرجح إلى كوخه. أدركت بشيء من الغموض كيف عمل الاستعمار على محو تاريخ هذا الفلاح، ثم جاء أقطاب الاستقلال – كما يسمونهم – لتكريس الحالة التي خلفها المستعمر.

وبعدما اجتزنا منعرجات بني عبدالله، بدت أمامي سهول بني حذيفة قفراء أكثر من ذي قبل. وعندما لاح من بعيد (جبل الحمام)، لاح عاريا بصخور رسوبية بفعل عملية التعرية على امتداد آلاف، بل ملايين السنين بحسب علم طبقات الأرض. والفلاح الذي كان يسير هنا أمام حماره على حافة الطريق، بدا لي أكثر انسجاما مع الجو المحيط به. فتحت تلك السماء يتابع فصول تاريخه رغم كل ما تعرض له من محو لتاريخه وهويته.

واليوم أدرك أن هذه المنطقة ومناطق أخرى في الجنوب كيف حافظت على تلك الشعلة في ضمير السكان لمقاومة الاستعمار ومخططاته، بينما الذين يحسبون على الاستقلال كانوا يجلسون مع المستعمر للتفاوض على وثيقة رخيصة للاستقلال على حساب دماء الشهداء.

وأخيرا حطتني الحافلة عند منعرج (كمون) الذي يبعد عن البيت ما يقرب نصف كيلو متر. رأيت الوالدة من بعيد واقفة أمام البيت، متوكأة على عكازتها. سعدت غاية السعادة لهذا المنظر الجميل، عاد إلي من الماضي، فتساءلت: يبدو أنها تتماثل للشفاء. وكان الوالد واقفا بجانبها، يظهر اغتباطه بوصولي. أما باقي أفراد العائلة، فكانوا منهكين في حقول العمل وجمع المحصول الزراعي. كان الوالد متلهفا لمعرفة النتائج التي حصلت عليها، ولكن الوالدة طلبت منه أن يصبر قليلا حتى آخذ أنفاسي وقسطا من الراحة.

ولم يفت للوالدة أن تتخذ من مناسبة نجاحي – كعادتها – حفلة عشاء، جمعت فيها كل أفراد العائلة وأفراد أسرة أخيها. وبعد تناول طعام العشاء استمر الحديث إلى غاية منتصف الليل. وكان الحديث يغلب عليه طابع أخبار المحصول الزراعي ونقله إلى البيدر ريثما يحين وقت تدريسه. وكذلك أخبار الأخوين حسن وشعيب والخال محمد زروق، القادمين من بلاد فرنسا آخر شهر يوليوز.

وبعد هذه السهرة الجميلة خلد الجميع للنوم. وفي الصباح عندما انتبهت من النوم لم أجد أحدا في البيت باستثناء الوالدة. الكل ذهب إلى المراعي والمزارع للعمل والرعي، وأما الوالد فقد خرج هو أيضا للاطمئنان على الأخ جمال الدين في دكانه وأحوال التجارة في القرية. وكان يفضل الجلوس أمام الدكان لشرب الشاي بعشبة النعناع وتبادل الحديث، خاصة مع صديقه وجليسه (الحاج عبد النبي).

الأخ جمال الدين لم يكمل دراسته وانقطع عنها، وكان مولعا بالبيع والشراء، فقرر الوالد بعد المشاورة مع الأخوين حسن وشعيب، المقيمين بفرنسا، أن يبدأ العمل في مشروع تجاري، بداية السبعينيات برأس مال متواضع. استأجر دكانا وبدأ فيه مشروع تجارة المواد الغذائية. استطاع أن يكسب مكانة وسمعة طيبة بين منافسيه وزبنائه في ظرف عقد ونصف من الزمن، حيث توسع المشروع ليشمل تجارة مواد البناء والتصدير والإيراد، ولاحقا مزرعة الأبقار. أدار عليه المشروع أرباحا لا يستهان بها. وهذا لم يكن يحصل لولا فطنته وتعامله البرجماتي سواء مع المنافسين أو مع الزبناء. هذه الجوانب هي نقاط قوته في التعاطي مع المشروع. وأتذكر قوله لي: مهنة التجارة يا صديقي، لا تستطيع أن تكسبها بالمستويات العالية في سلم الدراسة، إنما هي قبل كل شيء أن تحبها وترغب فيها وتتعامل معها بروحك، وكما يجب أن تكون على علم بما يجري في السوق التجاري، بالاضافة إلى مهارة القراءة وكتابة والحساب طبعا، والتمسك بمبدأ أخلاقيات التجارة.

وعندما تعود لي الذاكرة أجده كان محقا في قوله. فقد استطاع أن يحقق آماله في مجال التجارة. كان رأس ماله يقدر في أواخر الثمانينات بعشرات الملايين من السنتيمات، وكانت له القدرة – بشهادة منافسيه – أن يذهب فيها بعيدا ويحقق أرباحا طائلة، لولا انحرافه عن الطريق السوي بداية التسعينيات فضاع كل شيء!..

بدأت تجارته تتآكل من الداخل وينهار رأس ماله شيئا فشيئا، بدءا بسيارات شاحنة السلع، والمزرعة التي أقام مبانيها خصيصا لقطيع من الأبقار التي كانت تمد محلات الألبان والمقاهي للقرية بالحليب، ثم مخازن السلع، لتأتي بقية الباقية على الدكان. وهكذا أسدل الستار على مشروع تجاري أقيم أركانه وأسس بنيانه يوما ما ببلدة بني حذيفة، لتنتهي ملحمته التجارية إلى الانتحار، بطلها جمال الدين أزرقان!..

يا أسفاه على جمال الدين وأفكاره التجارية!.. ولكن أنظر إلى دكانه!.. إنه خاوي على عروشه!.. كأنه لم يمارس فيه جمال الدين التجارة يوما ما!.. إن الدكان يشهد على أن أخاك كان تاجرا  ماهرا بامتياز في هذه القرية، وأنه كان يملك غريزة تجارية مدهشة، وكان يضرب به المثل بين أقرانه التجار… المكان لن يغفر له ما أفرط في ضياع مشروع بأكمله. كانت هذه شهادة لأحد منافسيه التجار في ذلك الزمان، أدلى لي بها وهو يستعيد تجاربه التجارية مع جمال الدين.

خرج جمال الدين من مشروعه التجاري صفر اليدين، لم يبق من المشروع شيئ. ضاعت مكانته في القرية وشوهت سمعته، ولم يتحمل الوضع فغادر بلدة بني حذيفة قاصدا مدريد في إسبانيا. التقى بسيدة غريبة أغرته، فتزوجها تاركا وراءه ثمانية أبناء. لم يستقر له مقام مع هذه السيدة. دخل في دوامة من مشاكل لم يعرف كيف يتخلص منها إلى غاية كتابة هذه الأسطر.

لم يغفر له الوالد ما سبب فيه من ضياع المشروع بأكمله وضياع مستقبل أبنائه الذين تركهم وهم صغار، يواجهون مصيرهم لوحدهم، لا حنان أبوي، لا تعليم ولا عمل. لم يرض الوالد بما أقدم عليه ابنه جمال الدين. هذا الابن الذي كان يفتخر به بين أهالي البلدة ويضرب به المثل، صار للاستهجان والاستغراب من قبل القوم، وما فعله ليس أخلاقيا، ضيع مستقبله ومستقبل أبنائه. هذه الواقعة هي من بين الحوادث التي كانت وطأتها أشد على نفسية الوالد، بقي يذكرها إلى آخر أيام حياته.

عالم أفكار جمال الدين يختلف عن عالم أفكاري. شغلته التجارة منذ البداية، لا شيء غير التجارة بالنسبة له. أما عالمي فكان شيئا آخر، أميل إلى الخيال وأكون لنفسي عالما خاصا بي، يتفق وميولي. وقد تمردت روحيا أول ما تمردت على البيت وعلى جوه الصارم. وكنت أرى في المدرسة والنظام الصارم للقسم الداخلي ذلك العدو الذي يهجم علي، ويريد أن يفسد علي حياتي وموهبتي. كانت روحي تتوق إلى الاندماج في الطبيعة بكل ما تحوي من كائنات لأفهم حديث الزهور والحشرات والفراشات، وأتأمل الشجرة وهي تنمو، والحيوان وهو يكبر…

 لم أجد طوال الأعوام التي قضيتها في المدرسة إلا مدرسا واحدا أحسست تجاهه بالحب والامتنان، لجديته وتحفيزنا على القراءة. وكلما توغلت في الحياة كنت أشعر بفراغ أكثر في روحي. كانت تنقصني رسالة الأدب لكي أعبر عما يشغل نفسي، علها تفك عني أسر تلك القيود البالية للمجتمع.

وما الحرية… إلا حرية الروح! الانسان معجزة المخلوقات، ومستودعا لقوى وأسرار، موطنها العقل، والروح، والوجدان، تلك الطاقة المحركة للجسد المادي، الموجهة لذبذبات حركاته وانفعالاته، نحو منعطف الروح للسمو بصفائها قبل أن يمثلها منعطف الجسد بالحواس.

وإن ما نقرأه اليوم في الفكر والفلسفة لا يتعدى أن يكون تعبيرات مادية عن هذه المعاني، لا ترقى مرتقى التعبير عن أسرار نواميس الكون والخليقة. أو إدراك حقيقة المعرفة الكاشفة لكوامن النفس وأسرار الذات الانسانية.

للروح لغته الخاصة، هو دائما البحث عن وسيلة أخرى، عن لغة أخرى للتعبير عن أسراره، غير اللغة المتعارف عليها. الكلمات والحروف أعظم أدوات العلم التي تساعد الإنسان في تطوير وتنمية خبرته العلمية. وتتطابق الكتابة مع اللغة، واللغة مع الفكر، وكل هذه الأدوات من إنتاج الذكاء. والذكاء محله المخ، وهو جزء لا يتجزأ من جسدنا المادي الفاني، والروح من أمر الخالق لا تفنى، وبما أن اللغة أوجدها الذكاء، فإنها عاجزة عن التعبير عن حركة واحدة من حركات الروح.

منهج البحث العلمي مهما أوتي من قوة لا يمكن تطبيقه على ذاتية الإنسان كما يطبق على دراسة المادة. والرأي القائل بأن نشاط النفس الإنسانية عبارة عن سلسلة تصورات ومعان يمكن تحليلها إلى وحدات من الإحساسات، ليس إلا صورة أخرى من صور المادة الذرية التي يقوم عليها هذا المنهج للبحث العلمي الحديث. وللفيلسوف (كيركجارد) قول بليغ في هذا المجال، حيث يقول:”إن الحقائق والمبادىء العلمية التي تلزم العقل بتصديقها – لأنها ضرورية وعامة الصدق – لا تلزمني ولا تهزني بما أنا وجود فردي وحيد، ولا تجيب عن أسئلتي القلقة عن حقيقتي ومصيري”. (مقتبس من كتاب تاريخ فلسفة بنظرة عالمية – كارل ياسبرز).

فقضية المصير الإنساني، وغربة الإنساني في هذا الكون، وهشاشته، والموت، والخلاص من هذه المعضلات، كل ذلك لا يمكن أن يكون موضوع علم من العلوم. الدين والفن هما اللذان يقدمان إجابات لهذه المعضلات، لحقيقة الإنسان ومصيره. عندما أتيحت لي فرصة زيارة متاحف أمستردام ومشاهدة لوحات مشاهير الرسامين، أثيرت في نفسي أسئلة كثيرة: ما قصد هذه اللوحات؟ ما الذي جعل هؤلاء الفنانين يضعون هذه اللوحات؟ إلى أي شيء يرمون؟ إنها غارقة في الغموض!..

إن من يقرأ تاريخ فن بلاد هولندا وتاريخ عظمائها الذين أبدعوا هذه اللوحات، ستصيبه حقا الدهشة لما ترمز إليه من تأملات وإلهامات دينية. فموندريان – وهو أحد مؤسسي الرسم التجريدي وعضو جمعية صوفية بهولندا – يرى في الفن نسكا وتطهيرا، ويعتبره وسيلة للوصول إلى الحقيقة المطلقة. وقد طور (جان تورب) – وهو هولندي له أيضا شهرته في هذا المجال – مفاهيم دينية وأخلاقية في الرسم من خلال رمزيته وتصوفه. ونقرأ في كتاب الحضارة لكنيث كلارك عن (رمبراند) يقول: “كان عقله منغمسا في الإنجيل، وكان يحفظ قصصه إلى أبعد تفاصيلها عن ظهر قلب… وفي لوحاته لا يكاد الإنسان ما إذا كان يسجل فيها ملاحظة من ملاحظاته أو أنه يصور الكتاب المقدس، فقد كانت الخبرتان تنموان معا في عقله”.

إن هذه اللوحات هي شكل من أشكال الشعائر مرسومة على قماش، تعبر عن تلك اللمسات الصوفية الخالدة للروح الإنسانية، كما ترمز لها لوحة (يوم الحساب) للفنان (مايكل انجلو)، أو عندما تستمع لسمفونية من سمفونيات عظماء الموسيقيين، فإنك تجرب شيئا غامضا ملغزا فوق المنطق والمعقول كما تشعر به في الصلاة.

إن ما يخبرنا به الفن والطريقة التي يخبرنا بها شيء يفوق قدرتنا على التصديق، كأننا إزاء رسالة دينية. فالفن – إذا استبعدنا منه الغثاء – مقدس وفوق-عقلي. وأبرز دليل على هذا هو القرن الثامن عشر – عصر الموسيقار باخ -، وذلك بسبب التناقض الحاد الذي شهده، فقد كان الفكر لا دينيا وكانت الحياة مدنية، أما الفن فقد حافظ على مصدره ورسالته الدينية.

[يتبع)

كلمات دليلية
رابط مختصر

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق