محمد الزياني: ومضات من زمن الرصاص (6)

22 يونيو 2024
محمد الزياني: ومضات من زمن الرصاص (6)

قصيدة “أمنا الأرض” لفقيدنا الشاعر عبد الكريم بويزيضن – غناء مجموعة ” تواتون” // هي ذي  قصيدة “ثموث ذيماثنغ” للفقيد الشاعر عبد الكريم بويزيضن، والتي توفقت مجموعة تواتون في إلباسها لحنا متجانسا ومندغما بمضمونها حتى غدت من أنجح أغانيها التي انتشرت بسرعة البرق بالداخل والخارج، و اخترق صداها رحاب المؤسسات التعليمية، حيث تلقفها الحس التلاميذي ورددتها حناجر الأطفال في مختلف المناسبات والأنشطة الثقافية والفنية الموازية .. كنشيد ملهم لمشاعر الاعتزاز وفخر الانتماء لتربة هذه الأرض.

فرغم تباعد زمن ولادتها، فإن “ثموث ذيماثنغ” لم تصل مجموعة تواتون إلا مع بداية الألفية الثالثة كقصيدة لشاعر مجهول! قبل أن تتبين حقيقتها، في سياق حديث خاص، جرى  بيني وبين الفقيد بعد ذلك؛ مذكرا إياي بالشروط والملابسات التي تحكمت في كتابتها، قبل أن يمدني بنسختها الأصلية  المكتوبة بالحرفين: ثيفيناغ والعربي والتي تعود إلى سنة 1980؛ أي في نفس السنة التي غادر فيها  عبد الكريم  بلده المغرب باتحاه أوروبا…

غريب كيف كُتب لهذه القصيدة الرائعة، ان تظل ـ على طول هذه المدة الزمنية ـ طي الكتمان تتناقلها أيدي المهتمين، إلى أن قررت تواتون الاشتغال على نصها والاجتهاد في نسج لحن مواز ومتجانس مع رنتها الشعرية الأصيلة المنبعثة من ثراء مضمونها البليغ، مما سهل تسللها، كأغنية، إلى الوجدان الشعبي تسلل الماء الزلال .

وقد صاغ الفقيد فقرات قصيدته، على شكل وصية أودعها خزانة الأجيال المتعاقبة، يحذرها فيها من مغبة التفريط في قيمة الأرض /الوطن، داعيا إلى الذود عنها، مهما كلفهم ذلك من عناء التضحية والكفاح، سيرا على خطى الأجداد الذين ارتوت تربة هذه الأرض بدمائهم الزكية .

 فجدير بنا التذكير أولا،  بأن عنوان القصيدة “أمنا الأرض”، يحيل، إضافة لما تضمنته الميثولوجيا اليونانية، على عناوين مماثلة غطت باقي حقول الإبداع، القصصية والشعر ية والمسرحية والسينمائية. ولا شك أن جلينا يستحضر، في هذا السياق، روعة ذلك الفيلم الدرامي الهندي المشهور “أمنا الأرض” أو “أمنا الهند  mother india ” الحائز على جائزة أفضل فيلم سنة (1958).. من بطولة رموز السينما الهندية وقتذاك: نرجس (الأم) ـ راج كابور ـ سونيل دوت ـ راجندرا كومار . موكر . كانهايالال. جيلوما وساجد خان …فيلم عرف بإبكائه للملايين! بما أبان فيه مخرجه، ميهبوب خان، من قدرة فائقة في الغوص بعيدا لاستقراء الحس الإنساني المشترك والعمق الهوياتي الذي يلتحم عبره هذا الإنسان بالأرض حد الحلول الصوفي،  مجسدا  (المخرج) بذلك قيمة الأرض كمنبع للحياة وسر استمرارها بما تغدقه على كائناتها من خيرات ودفء وعطاء تجعلها في المراتب العليا من القداسة … كما يرد ذات العنوان شعرا مع قصيدة “أمنا الأرض” أو “قالت الأرض ” للشاعر السوري الكبير أدونيس، الذي يضفي فيها بدوره على الأرض صفات إنسانية تجعلها تنبض بالحياة ومصدرا لرغد هذا الإنسان ونموه وتطوره وبلوغه المجد والأعالي في مختلف المجالات.

في ذات المنحى الشعري سنحاول (في الجزء الثاني من هذه الحلقة – 6) الوقوف عند منطوق ومكنون قصيدة  “ثموث ذيماثنغ” (أمنا الأرض) لفقيدنا عبد الكريم بويزيضن التي مطلعها:

رجذوذ انغ أرين ثنفوسث ني سدم

نشين مارا نتوت أقعاذ أنندم

رعافيث انغ ثخسي أواحيث ادنزذم

رحيض امي غمسن سبدي أثنهذم

أغيمي نغ نعذريث أمو وسار انعذم

ماميا أغنقيم ما عماس أنفهم

ثموث ذيماثنغ أقاسثبدرم إسم

ثموث ذيماثنغ غاخوم أتزنزم

رعذو أقث أكينغ مـخناو  واتسينم

أغزار قيويانغ كنيو واثومينم

واتبلعث أقموم أمثوارث أوخام

إشكامن وسعن أسندناوي أتمام

زوث إمضران نرجذوذ إج نتوارا كّعام

رجذوذ رامي الموثن أراذيج أذيعام

(يتبع)

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق