كشف أحدث إعلان للجنة المغربية الإسبانية المشتركة أن البلدين يهدفان إلى إحياء مشروع الربط القاري عبر مضيق جبل طارق. وأثار هذا التطور عودة المناقشات حول فوائد المشروع والمكاسب المحتملة لكلا البلدين عند اكتماله.
وفقًا لمدريد ، ستلعب هذه المبادرة دورًا حيويًا في تبسيط التجارة البينية ونقل البضائع بين البلدين. تم التأكيد على الأهمية الجيو-إستراتيجية للمشروع ، ليس فقط بالنسبة للبلدان المعنية ولكن للقارات بشكل عام.
بعد توقف دام 14 عامًا ، اجتمعت اللجنة الإسبانية المغربية المشتركة لإحياء مشروع استمر لمدة أربعة عقود. نشأت اللجنة المشتركة للربط الثابت عبر مضيق جبل طارق من اتفاقيات التعاون الموقعة في 1980 و 1989 بين المغرب وإسبانيا. على الرغم من تاريخه الطويل ، إلا أن فكرة المشروع لا تزال قائمة ، كما يتضح من الاجتماع الأخير للجنة.
أكد أمين سامي ، الخبير الاستراتيجي ، أن إحياء هذا المشروع سيكون له تداعيات مختلفة ، اقتصادية واجتماعية ، على السكان على ضفتي النهر. من الناحية الاقتصادية ، سيؤدي ذلك إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين أوروبا والمغرب، ذات المصدر كشف أنه في العام السابق ، صدر المغرب سلعا بقيمة 8.6 مليار يورو ، أي ما يقرب من 95.7 مليار درهم ، إلى إسبانيا. ويمثل هذا زيادة بنسبة 19.1 في المائة مقارنة بالعام السابق. مع بناء النفق القاري ، من المتوقع أن يشهد حجم التبادل التجاري انتعاشًا لا مثيل له. ومن المتوقع أن تدعم هذه المبادرة قطاع النقل في جميع المجالات. وهو أقرب طريق بري إلى أوروبا ، مما يعزز التجارة بين القارات ، لا سيما بعد استعدادات معبر الكركرات وإنشاء طريق أكادير-الداخلة السريع في جنوب المغرب.
وأضاف، أن “إسبانيا تعتبر أول مورد وأول زبون بالنسبة للمغرب، لتكون بذلك أول شريك تجاري لها، ويسعى المغرب من خلال الربط القاري مع إسبانيا، إلى تعزيز وجهته الاستثمارية كأول قِبلة للشركات الإسبانية خاصة والاتحاد الأوروبي عامة.”
وأضاف أن مشروع الربط القاري “سيساهم في تعزيز مكانة مدينة طنجة شمالي البلاد، كمدينة دولية متوسطية قادرة على استقطاب كبريات الشركات العالمية والدولية في مختلف المجالات، مما سيساهم في تطور كافة المدن المجاورة لها، إلى جانب تحسين المعيشة ورفع الدخل الفردي للمواطن، ناهيك عن الجانب الاجتماعي من خلال توثيق الأواصر بين العائلات المغربية والمغاربة المقيمين بالخارج عبر تيسير تنقلهم.”
وسبق لرئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، أن صرح خلال أشغال الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا الذي ترأسه بشكل مشترك مع نظيره الإسباني، بيدرو سانشيز، بأن “القرب الجغرافي والعلاقات الاقتصادية بين المملكتين، تتجاوز ما هو ظرفي إلى ما هو هيكلي، لتفتح بذلك آفاقا لمشاريع تعتبر رافعة أساسية لبناء المستقبل، من بينها مشروع الربط القاري بين البلدين، الذي من شأنه أن يُحدث ثورة حقيقية على مستويات عدة”.
ويتضمن المشروع بناء نفق عبر قاع البحر عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وجرى التفاهم في وقت سابق على أن النفق سيكون بطول 14 كيلومترا، على عمق 300 متر، ويربط “بونتا بالوما” بطريفة مع “مالاباطا” بطنجة.