أحمد مهاجر غيني يبلغ من العمر 15 عاما، كان قد اعتقل في أيلول/سبتمبر 2022 في الجزائر لأنه لم يكن يحمل تصريح إقامة، فتعرض للسجن قبل أن يتم ترحيله إلى النيجر برفقة مئات المهاجرين الآخرين، تم ترك أحمد في الصحراء على بعد حوالي 15 كلم من بلدة أساماكا النيجرية.
“وصلت إلى النيجر قبل ثلاثة أشهر قادما من الجزائر. لم أكن أنا من أخذت قرار مغادرة الجزائر، لكن تم توقيفي من قبل السلطات الجزائرية بعد أن أقمت هناك لمدة خمسة أشهر.
كنت أعمل في تنظيف المنازل في مدينة أدرار، وكان مديري جزائريا لكن علاقتنا لم تكن جيدة، لذا تركت العمل. بعد بضعة أيام، في 12 أيلول/سبتمبر، تم اعتقالي أثناء بحثي عن عمل آخر.
تم اعتقالي لأن بشرتي سوداء، طلبت مني الشرطة تصريح الإقامة، لكني لم أملك أي تصريح، ولم أرغب في إبراز جواز سفري لهم لأنهم كانوا سيمزقونه. قالوا لي “عد إلى أفريقيا” وأخذوني إلى السجن.
قضيت ثلاثة أيام في سجن أدرار مع أشخاص آخرين، ثم نُقلنا إلى “تمنراست” (جنوب). مكثنا هناك لمدة ثلاث ساعات ثم وضعونا في شاحنات، وتوجهنا إلى مكان يبعد 15 كلم عن بلدة أساماكا النيجيرية.
كنا نحو 400 شخص، رجال ونساء وأطفال. شخصيا، كنت بصحبة الشباب الذين التقيت بهم في السجن.
مشينا سبع ساعات في الصحراء
عندما أنزلنا الجزائريون في الصحراء، أطلقوا رصاصتين في الهواء لإخافتنا. لم يقولوا لنا أي شيء سوى “ارحلوا بسرعة”، تركوا لنا بعض الطعام على الرمال وغادروا على الفور.
تزايدت مؤخراً أعداد عمليات ترحيل الأجانب الذين يعيشون في الجزائر إلى النيجر، ما يتسبب في مشاكل تنظيمية لدى الطرف النيجري، لا سيما في بلدة أساماكا الصغيرة، التي تزدحم في كتير من الأحيان بالمهاجرين الوافدين.
بدأنا المشي في الصحراء الساعة الخامسة صباحاً، وبعد ثلاث ساعات، مرت بجانبنا شاحنة وأخبرنا السائق أننا لم نكن نسير في الاتجاه الصحيح للذهاب إلى أساماكا، فاضطررنا لتغيير وجهتنا إلى أن وصلنا إلى البلدة الساعة 12 ظهراً. كنا منهكين، وكانت الرحلة صعبة للغاية. في بعض الأحيان كان الناس يسقطون من التعب، وكنا نحملهم لمواصلة السير. التوقف عن السير يعني الضياع وسط الصحراء.
وكان من بين المهاجرين الذين طردوا معي، أشخاص يعيشون في الجزائر منذ أكثر من 10 أعوام.
عندما وصلنا إلى أساماكا، سألنا أشخاصٌ من المنظمة الدولية للهجرة عما إذا كان هناك أي قاصر بيننا، ثم أخذوا أسماءنا وقدموا لنا الطعام. أنا لم أكن أريد أن أقول إنني أبلغ من العمر 15 عاما لأنني كنت أخشى أنه بسبب ذلك، سوف يتم احتجازي لفترة أطول من الآخرين في النيجر، لذا قلت إنني أبلغ من العمر 18 عاما.
مكثنا عشرة أيام في أساماكا، ثم غادرنا إلى مدينة أرليت، حيث بقينا شهرا وثلاثة أسابيع. بعد ذلك، تم نقلنا إلى أغاديس ثم إلى العاصمة نيامي، حيث أعيش منذ أكثر من شهر في مركز المنظمة الدولية للهجرة.
لا يوجد الكثير من المهاجرين في هذا المركز، تقدم لنا المنظمة ثلاث وجبات طعام في اليوم، بالإضافة إلى الصابون لغسل ملابسنا، لكنني أبيعه حتى أتمكن من شراء بطاقة هاتف للاتصال بأسرتي.
“لم أخبر والدتي عندما غادرت”
في الوقت الحالي، لا يمكنني العودة إلى غينيا بعد، وأنتظر مع مهاجرين غينيين آخرين، فالمنظمة الدولية للهجرة تجمع وثائقنا الرسمية والأرواق الجرين المطرودين من الجزائر إلى النيجر باتجاه بلدانهم الأصلية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بسبب القيود الإدارية والصحلازمة لعودتنا. لا أطيق الانتظار للعودة إلى بيتي وبلدي.
تباطأت عمليات إعادة المهاية التي تفرضها السلطات، والتي ترتبط أحيانا بجائحة كوفيد-19. كما يؤدي انعدام الأمن في بعض المناطق إلى تعقيد رحلات عودة المهاجرين.
لست قلقا بشأن العودة إلى بلدي لأنني أتحدث كثيراً مع عائلتي عبر الهاتف. عندما أخبرت والدتي أنني مطرود من الجزائر، كانت خائفة للغاية، واعتقدت أنني سأختطف من قبل الإرهابيين في الصحراء.
عندما غادرت غينيا في عام 2020، لم أخبرها بأي شيء، اتصلت بها لاحقا لأخبرها أنني غادرت وكانت غاضبة جدا. كانت خطتي أن أذهب إلى المغرب لمحاولة دخول سبتة، لدي صديق تمكن من القيام بذلك وأخبرني أنني يجب أن أجرب ذلك أيضا. ذهبت أولا إلى السنغال مع شاب يبلغ من العمر 24 عاما من نفس الحي الذي أعيش فيه في غينيا، ثم قررت الذهاب إلى الجزائر للعمل هناك.
ماذا سأفعل بعد العودة إلى كوناكري؟ لا أعرف بعد، ربما سأعمل في مخبز أخي”.
جوليا دومون