تتم مشاركة مشاهد الظواهر الجوية المضيئة، والتي غالبًا ما يتم ملاحظتها أثناء الزلازل، عبر الإنترنت. الخبراء ليسوا متأكدين من أسبابها.
ترجمة : المرتضى إعمراشا
تداول أشخاص بالقرب من مدينة مراكش المغربية مقاطع فيديو تم تسجيلها قبل الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب المنطقة يوم الجمعة الماضي، وتظهر فيه أضواء مجهولة في السماء. تُعرف هذه الظواهر الجوية الغريبة باسم أضواء الزلازل، ويبدو أنها تحدث فوق مواقع الضغط الزلزالي.
وقالت كارين دانيلز، عالمة الفيزياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية: ” سيبقى تساءل الناس عنها إلى الأبد”. “إنها واحدة من تلك الألغاز المستمرة التي تتستمر ولا يتم حلها أبدًا.”
من الصعب دراسة أضواء الزلازل لأنه من المستحيل التنبؤ بالزلازل. ومن دون معرفة متى أو أين ستحدث، لا يعرف الباحثون أين يضعون المعدات الحساسة التي يمكنها اكتشافها. يشك بعض الخبراء في ارتباطها بالزلازل على الإطلاق، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية .
لكن جون إيبل، عالم الزلازل في كلية بوسطن الذي ألف كتابا عن تاريخ الزلازل في شمال شرق الولايات المتحدة، قال إن روايات هذه الأضواء تعود إلى قرون مضت . وفي دراسة أجريت عام 2014، وجد الباحثون تقارير عن ظواهر جوية مضيئة من 65 زلزالًا حدثت في أوروبا والأمريكتين خلال القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين.
أبلغ الناس عن مجموعة متنوعة من أنواع أضواء الزلازل، بدءًا من التوهجات العالية في السماء وحتى التوهجات المنخفضة في الأفق. بعضها يدوم لمدة تصل إلى دقائق، والبعض الآخر يومض وينطفئ مثل البرق. لقد شوهدوا أيضًا بألوان مختلفة.
قال الدكتور إيبل: “لقد أبلغ المراقبون عن كل هذه الأمور”. “أي منها صحيح في الواقع، وأيها نتاج خيالهم، لا يمكننا أن نقول حقًا.”
وقد وفّر ظهور كاميرات المراقبة والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أولى البيانات غير القصصية. على سبيل المثال، أثارت مقاطع فيديو أضواء الزلازل ضجة أثناء زلزال غيريرو بالمكسيك عام 2021 .
إحدى الفرضيات حول كيفية تشكل أضواء الزلازل هي أن الاحتكاك بين الصفائح التكتونية يولد الكهرباء. لكن الخبراء يشككون في هذه الفكرة، لأن هذا عادة ما ينتج عن احتكاك مادتين مختلفتين وسحب الشحنة الكهربائية بعيدًا عن بعضهما البعض.
قال الدكتور دانيلز: “صخرة على صخرة ليست حالة تمكن فيها الناس من توليد فصل كبير للشحنات”. “ولذلك لا يبدو أنه تفسير جيد جدًا لما يراه الناس.”
وقال الدكتور دانيلز إن التفسيرات الأخرى قد تكون انحناءًا كهربائيًا من خطوط الكهرباء التي اهتزت بسبب الزلازل. لكنها وخبراء آخرون لا يستبعدون احتمال عدم وجود علاقة بين الأضواء والأحداث التكتونية.
قال الدكتور دانيلز: “إننا نشعر بالارتياح إزاء الأشياء التي يمكننا فهمها، ونشعر بالخوف من الأشياء التي لا نفهمها”. “أعتقد أن هذا جزء من سبب انبهارنا بهذه الظاهرة.”
كاترينا ميلر هي زميلة تقارير علمية في صحيفة التايمز. حصلت مؤخرًا على درجة الدكتوراه. في فيزياء الجسيمات من جامعة شيكاغو.
