أثار مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب والذي يوثق لحادثة مقتل شاب عشريني، بعد مناوشات انتهت بعملية دهس بشعة في مرآب مطعم ماكدونالدز بالدار البيضاء، حالة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح على إثرها مقتل الشاب قضية رأي عام وطني.
الفيديو الذي وثقته كاميرا مراقبة في مرآب أحد مطعم الوجبات السريعة بمنطقة عين الدياب بالدار البيضاء، أظهر تلقي الشاب بدر بولجواهل ضربة قوية على الرأس، سقط على إثرها على الأرض.
المعتدي “ولد الفشوش”، الذي لا يزال مجهول الهوية ويلقبه المغاربة بولد الفشوش (الولد المدلل)، لم يكتف بإسقاط الشاب مغمى علي، بل توجه إلى سيارته وأزال لوحتها الترقيمية لإخفاء هويته، ودهس بولجواهل مرتين ثم هرب مسرعا.
وبدر بولجواهل شاب مغربي يبلغ من العمر 23 عاما، وكان يدرس في مرحلة الدكتوراه قبل أن يُقتل في هذه الحادثة البشعة، وتحدثت تقارير إعلامية عن أن سبب المناوشات قيامه قبلها بالدفاع عن فتاة بعدما تحرش بها المعتدي. كما أظهر مقطع فيديو آخر والدته وهي تتحدث باكية عن ألمها الشديد لفراق ابنها الذي لم تكن تتوقع أن تكون نهايته بهذه الطريقة الصعبة على يد “شخص سفيه، لا يعرف الله”.
و تعالت أصوات على مواقع التواصل الإجتماعي، تطالب بإنزال أقسى العقوبات في حق القاتل الذي ارتكب الجريمة بدم بارد على طريقة الأفلام الأمريكية، وهناك من دعا لإعدامه.
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بتنسيق ميداني مع نظيرتها بالعيون، زوال الاثنين، من توقيف المشتبه فيه الرئيسي المتورط في قضية مقتل الدكتور بدر بواسطة سيارة فارهة، مما نجم عنه وفاة الضحية وإصابة مرافقه بجروح.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن المعلومات الدقيقة التي وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني للفريق المكلفة بالبحث قد مكنت من تحديد مكان المشتبه فيه الرئيسي وتوقيفه بمدينة العيون، بعدما كان قد لاذ بالفرار، مباشرة بعد ارتكابه لهذه الأفعال الإجرامية بمرآب للسيارات تابع لمطعم للوجبات السريعة بمنطقة عين الذئاب بمدينة الدار البيضاء.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها الشرطة القضائية، التي كانت مدعومة بتقنيي الشرطة العلمية والتقنية، قد مكنت، بشكل أولي، من تحديد مكان السيارة المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة وحجزها بمدينة الدار البيضاء، قبل أن تقود الأبحاث المتواصلة إلى توقيف المشتبه فيه الرئيسي بمدينة العيون برفقة صهره، الذي يشتبه في ضلوعه في ارتكاب أعمال المشاركة والتستر.
وأكد البلاغ أنه قد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وتوقيف باقي المتورطين فيها، وكذا الكشف عن خلفياتها ودوافعها الحقيقية، والتي ترجح المسارات الأولى للبحث إلى ارتباطها بخلاف عرضي تطور إلى جريمة مكتملة الأركان.
