يوميات كائن عصابي – لبنى المانوزي

18 مارس 2023
يوميات كائن عصابي – لبنى المانوزي

1
حدث أني سرت في شارع بارد كان جيبي ضيقا بالكاد يضم روحي ومع ذلك صادقتني الكلاب الجائعة تشاركنا فتات السماء تسولنا قهوة الغواية ودخنا الكتب الملقاة تحت اللمبات المكسورة

2
نمنا معا فوق طاولة مقهى فارغة كنت عائدة من حرب لغات لا تشبهني وكانت عائدة من حانة تقاسمنا الليل وأحمر الشفاه وانتظرنا أن يكتمل الجو.

3
أجيء كما الغابة لدي خير وفير سأوزعه بالتساوي على عتبات المستشفيات لمجنون الحي سأهيء كعكا و شاي سأعده بمشاركته صيحته القادمة لكن في منضاد ملون يجوب بنا العالم لن يسخر منا أحد هناك صرختنا ستلدنا حين عودتنا سينمو العشب في أول الزقاق ولن يكون ثمة عقلاء ليقصوا أحلامه

4
غرفة فوق السطح جرادة سوداء تتسلق أحد جدرانها ماء الظهيرة يختلط برائحة الصباغة شفاهي اليابسة تقرأ كتابا مهجورا ظفري الأصغر يخدش طريقا أصفر على وجه الدهشة الشاي المسكوب ترنيمة خشنة تشق روحي فأتخيل طوابير العشاق أمام خان الجحيم تتنقل نظرتي البيضاء بين كتابين عالقين الكتاب الذي بين يدي والذي لن يكتمل الا بصياغتي الحرة لما كتمه الراوي والكتاب الآت من حفر الغرفة

5
مطر يعقم المسافة فلا تسقط في أكف متجولين مرضى ،الكلب الذي تبع ظلي لم تكن له حواس كافية ليسمح لنوري القليل أن يعبر زجاج المشفى لم أكن أخاف الكلاب لكن هذا الكلب أخافني فلقد ظل متشبثا بشفتي منذ سلمت الشمس ملفي إلى آخر تحليل لبصماتي فجأة تحول سعالي إلى نباح فأفرجوا عني

6
النملة التي كانت تعاني رهاب المرتفعات

رهاب المحبة المفرطة

المشي صار سلاحها

المشي أصبح غايتها

7
جارتي في الغرفة لا تنام
كلما هربت خروفا
ذبحته الأشباح

8
وضعوا دما في عيني
ملائكة وشياطين
يسقطونه
صيحات وأناشيد

ولم يكن ذلك كافيا
لطلاء السفينة

9
بيسر
تفكك أعضاءها المرآة
التي كنتها

10
أفتحني على ممرات تخمد فيها أصوات الشعراء أدلي إليهم كفنا يليق بسماء تعشش في نظراتهم ثم أغلق بابا أسميه
وحشي الأبيض

11
ها قد عبرت بين جسرين
عين حاضرة
وأخرى غائبة
جمعت ما فيهما من أسرار
غسلت بها مأوى الجحيم

12
أفتح قفل النعاس بشجرة
و
أحتمي بالزجاج من قدمي

13
تدسين آخر وجه في ذات الرائحة التي خذلتك كثيرا تسلمين قدميك للباب التي تتخيلينها كعادتك آخر النفق ثم تغلقينها لتعودي لنفس السرير وفي عينيك شهقة الجحيم

14
إلى عبد القادر …
وثق النار بعينين من ماء
ترك جسمه متاحا لورق المطحنة
فكتبت الجنية بدمها فوق عرقه
في آخر الليل غرفته المعلقة تئن من فرط وضوحه غير أننا لم نكن نفهم!

15
يوجعني ما أراه من أثر عيني في عينك
ها نحن نعد العوالم التي لا يراها أحد
فوق كراس تحركها أشباح سوداء بنوايا رطبة وحقن قزحية
reste avec moi mon ange
في غرفة الانتظار الصغيرة.. شفاهنا تردد الأغنية أحد ما يفتح الأبواب بعنف رحيم

16
إلى رامبو
ذاك الشيء البائس النابض رغم أن ملائكة ثقبوا عينيه بزعانفهم الوردية الحادة والرطبة الشيء الذي في عز اليقظة دس بين ضلوعك موسيقى مالحة ودلك على النار في غفلة عن كتابك الأبيض وشيطانك الأخرس.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق