يتبادر إلى ذهن الكثير منا، عند سماع كلمة المسحراتي، صورة رجل يجول في الأزقة الضيقة ويصدح بصوت عالٍ، ينبه الناس لتناول السحور، في وقت مبكر قبل طلوع الفجر. هو طقس رمضاني يعيشه المسلمون في مختلف أنحاء العالم، ويحفظه التقاليد والعادات.
تعتبر فكرة المسحراتي متأصلة في الثقافة الإسلامية منذ القدم، وهي تعبر عن حرص الناس على الاستعداد لصيام رمضان بشكل صحيح، ومساعدة بعضهم البعض على ذلك. فمن خلال صوت المسحراتي، يذكر الناس بوقت السحور ويوجههم لتناول وجبة صحية ومتوازنة، وذلك لضمان قدرتهم على الصيام طوال النهار.
وقد كانت هذه العادة منتشرة في المدن الإسلامية التقليدية، وخاصة في المناطق الريفية التي كانت تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية، حيث كان الناس يحتاجون إلى الاستيقاظ في وقت مبكر للقيام بالأعمال اليومية. ولكن مع مرور الزمن، وظهور الإنارة الكهربائية، أصبح من الصعب الاستمرار في هذه العادة في المدن الحديثة.
ومع ذلك، فإن العديد من المساجد والجمعيات الخيرية ما زالت تحتفظ بهذه العادة، وتوظف المسحراتيين لتذكير الناس بوقت السحور، وكذلك لتعزيز الروح الرمضانية بين أفراد المجتمع.






