متابعة : المرتضى إعمراشا
بعد ستة سنوات من المحاكمة، وبعد 142 جلسة في أشد المحاكم الهولندية حراسة حتى من محكمة العدل الدولية، أعلنت هيئة المحكمة اليوم النطق بالحكم في ما بات يعرف بمحاكمة القرن على المتهم الأول رضوان طاغي و 16 متهما آخر.
لا القضاة معروفون للرأي العام ولا أفراد النيابة العامة، خوفا على حياتهم.
المحكمة طلبت منذ الجلسة الأولى أعضاء الصحافة الذين يترددون على الجلسات بالتستر على هوية أفراد “العدالة الجالسة” هيئة المحكمة، هذه المحاكمات التي عقدت في محكمة “De Bunker” أو “السرداب، الملجأ” والتي ماهي إلا عبارة عن طابق تحت الأرض في بناية كانت قبل 1997 تشمل مكاتب مختلفة تم تحويلها إلى قاعة لمحاكمة أعتى المجرمين والمتهمين بقضايا الإرهاب.
هذه المحاكمات لم تشمل كل الأفعال التي تعتقد النيابة العامة أنها منسوبة لرضوان وعصابته بل اكتفت بما كان مؤكدا لديها أنها سيسهل عليها إثباته أمام المحكمة لجعل المتهم يختفي مدى الحياة خلف القضبان.
ما توبع بشأنه رضوان ومن معه هي عمليات نجحت في تصفية ستة أشخاص وشروع في قتل أربعة آخرين بائت بالفشل.
النيابة العامة نالت مرادها بالحكم على رضوان بالسجن مدى الحياة واثنين من معاونيه هما سعيد رزوقي الذي اعتقل في 2020 في كولومبيا بتعاون بين الإف بي آي وشرطة هولندا وكولومبيا، والحاصل الثالث على المؤبد هو ماريو “ر” الذي أثبتت عليه المحكمة تهمة العمل كحلقة وصل بين القتلة الفعليين وبين قيادة “عصابة المغاربة Mocro Maffia ” بزعامة رضوان.
“الشاهد التاج” كما يطلق عليه والذي يعزى إليه انطلاق شرارة التحقيق في جرائم رضوان هو “نبيل ب” حكم عليه بالسجن عشر سنوات طبقا لما طالبت به النيابة العامة رغم تورطه على الأقل في جريمة قتل واحدة لأنه تعاقد مع النيابة العامة وفضح جرائم العصابة المغربية بعد أن قتل أحد أصدقاء طفولته عن طريق الخطأ من قبل أفراد نفس العصابة.
أحكام بقية المتهمين تفاوتت بين السنة الواحدة وتسعة أشهر في أخف الأحكام إلى المؤبد، ويعتقد أن ردة فعل عصابة رضوان الطاغي ستكون قاسية واستثنائية وهو ما لا يمكن التكهن به من طرف جهاز المخابرات التي تتأهب لكل الاحتمالات.